إذا ما سمحت شهية الولاياتالمتحدة لها بمعاودة الجلوس الي مائدة حرب جديدة تدعو اسرائيل الي أكلها فإنه لن يكون مستبعدا ان يجر عالمنا بهذه الحماقة المتكررة الي صدام نووي ربما يكون بمثابة عشاء أخير لحليفتها التي قد لا يتبقي منها الا ما يمكن لمحبيها عمل به »فسوخة« يعلقونها في رقابهم علي سبيل الذكري الطيبة للكيان الذي كان. وليس مستغربا وصف البعض لإسرائيل بأنها دولة إرهابية مخادعة تتجه الي الجحيم محكوم عليها قبل الوصول اليه بجلب التعاسة لنفسها ولمن هم حولها فهي في سياقها المحموم لترسيخ إنجازاتها غير الشرعية في فلسطين أو خارجها لم تتوان لحظة عن ممارسة كل أشكال المخالفات مستمدة قوتها من نفوذ جماعات ضغط تعمل لحسابها في الولاياتالمتحدة وغيرها والتي يعتبر تجاهل فنونها في نفث السموم صكا أكيدا للتصفية المعنوية أو المادية وحتي أحيانا الجسدية. وعلي الرغم من عدم الترحيب بالمنحي الذي سلكته إيران ما بعد الشاه إلا ان التلويح بإستعدادات لشن هجوم عليها لابد ان يثير لا قلق جاراتها فحسب وإنما أيضا عالم سوف يتأثر حتما بنتائج كارثية لهذه الحملة المكملة لما عهدته منطقتنا من غزوات أرسلها الينا الغرب السعيد تحت عباءة نشر حضارة أو غير ذلك فلم تحقق الا كل ضارة انتهت في عصرنا الحديث بنكبة فلسطين فغزو العراق وما بين ذلك من اعتداءات اخري علي غيرهما.. وقد يعجب البعض من المخالفة بين حلو الكلام الذي بسطه كبير الولاياتالمتحدة خلال زيارته التاريخية لديارنا وبين ما يجري علي أرض الواقع والذي ذاب سريعا معصرة اللوبي اليهودي وما له من سطوة جبارة في ميداني المال والاعلام في هذا البلد الكبير الذي يغتال فيه الرؤساء ويقيد الفعل ضد مجهول. ولا يحتاج الملاحظ الي أجهزة مجهرية ليتحقق من ان إسرائيل تتمحور وإنها قد انتقلت بالفعل من الجسد العربي الي الجسد الاسلامي فنجدها في خصام يستفحل مع كل من إيران وتركيا ألا إنها إختارت بحكم الاخلاص في دقة التوقيت والترتيب الجسد الإيراني ليكون مختبرا لقوتها وقوة المتحالفين معها في القضاء عليه متبعة وإياهم ذات المراحل التي أجهزت من قبل علي مثيله العراقي بعد اتهامه كذبا، بوقاحة راسخة يذهل لها كبار الافاقين بامتلاك أسلحة دمار شامل، وجد أهل الكذب إنه ثقيل ظلها علي قلوبهم عن تلك التي يعلمون يقينا انها توجد لدي إسرائيل. ونادرا ما يمكن للمرء ان يتفق مع إسرائيلي وإن كان هذا يمكنه ان يحدث مجازا تجاه ما يصرح به بعض منهم ممن لا يرون إشراقة ترجي في مستقبل ما جعلوه بلدهم فلا يسعنا الا ان نتفق مع »جيلاد أتزمون« ناشط السلام الاسرائيلي وقوله الحق بإن »إسرائيل يحكمها جنون جماعي يجعل قادتها يتوهمون أنهم كلما أمعنوا في القتل كلما أحبطوا عزيمة من يقاتلونهم« ونحن نزيد ان اسرائيل تخلق عالما لا ولن يشعر فيه اليهودي بالأمان في أي مكان فلكل فعل رد فعل والشرور دوارة لها عود أكيد لمن بذرها.. فكما زرعت حصدت، فإلي ان يقع طير ارتفع نركن الي القائل العزيز »والله يحكم ولا معقب لحكمه«. كاتب المقال : سفير سابق