هل يكفي أن يتولي مسئولية محافظة رجل شريف.. ذمته المالية لا غبار عليها.. شغال ليل نهار؟ وهل يستطيع أي محافظ ان يتفرغ لمتابعة عمل الاحياء ورؤسائها ومهندسيها؟ واذا فرضنا انه تفرغ لذلك تماما فهل يقضي ذلك مع فساد المحليات التي باتت داء بلا دواء؟ هل في غيبة من الحي ورئيسه ومهندسه تتم المخالفات؟ الادوار تعلو وترتفع حتي تصبح ناطحات سحاب والعمارة تصبح عشرة.. والاراضي الزراعية تصبح مدينة سكنية.. والعمارات تقام بلا جراجات.. والجراجات تتحول الي محلات او خرابات او مخازن.. وأكشاك السجائر تزرع بعرض الطريق.. والعقارات الآيلة للسقوط يصدر لها قرارات ازالة لا تنفذ.. والعقارات المخالفة تتصالح وتدفع، ويرتفع البناء.. الترخيص يصدر بخمسة عشر دورا في شارع لا يتعدي عرضه عشرة امتار.. الشوارع محفورة.. الأسفلت لا يعرف طريقا إلا للأحياء المحظوظة بسكانها. واليكم النتائج.. موتي وضحايا في الشارع .. سيارات تملأ الشوارع وزحام مروري يخنق المارة والسيارات والمواطنون داخل بيوتهم.. عشوائيات تملؤها عمارات شاهقة.. كوارث بيئية. وقبل ان نلقي بالتهم علي أحد، فأنا شخصيا اعرف رؤساء احياء ومهندسين يعملون بها يتمتعون بالنزاهة والشرف وطهارة اليد.. إلا ان هناك قلة اقسمت ألا تقوم قائمة لقاهرة المعز أو غيرها. فهل نطالب المحافظ بمراقبة الاحياء اربعة وعشرين ساعة؟ أم نطلب من رئيس الحي ألا يعطي صلاحيات لبعض مهندسي الاحياء؟ ام نطلب هيئة لمراقبة عمل المحليات ومراقبة الذمة المالية لكل من يعمل داخل الحي وفي يده سلطة اتخاذ قرار أو تنفيذه؟ أم نطلب كل ذلك قبل ان: تنهار بيوت الغلابة علي دماغهم وتمتليء الاحياء بالعشوائيات وتشكو الشوارع من السيارات وتصبح القاهرة أسوأ مدينة في العالم. رجاء النمر [email protected]