في أحد اللقاءات التي جمعتني بعدد ليس بالقليل من الصحفيين والاعلاميين من اوربا وشرق آسيا دار الحديث بيننا عن العديد من الاشياء.. وكما كانت الصورة التي احملها عن بعض تلك المجتمعات تختلف عن الواقع ..كانت معلوماتهم عنا مغلوطة جدا ..وأهم ما لفت نظري ان رؤيتنا وما نتداوله في إعلامنا عما يحدث في الاراضي الفلسطينية يختلف اختلافا كليا وجزئيا عما يعرفونه ويسيطر علي أفكارهم. فالقضية الفلسطينية لديهم ليست ان اسرائيل دولة محتلة ..والفلسطينيون مغلوبون علي امرهم يحاولون ان يحصلوا علي حقهم في الحياة ولا يحصلون من الاسرائيليين علي شئ سوي المماطلة والمكر ..وان قادة اسرائيل عندما يسيرون خطوة للامام يحيطونها بهالة إعلامية يراها العالم.. ثم يتخلفون مئات الخطوات التي لا يراها احد ويقولون للجميع ان الفلسطينيين رافضون للسلام ..ولا يريدون سوي ازالة الشعب الاسرائيلي الطيب المسالم من الوجود.. ولتأكيد آرائهم عن اسرائيل الطيبة! قالوا ان اسرائيل بادرت بعقد معاهدة سلام مع مصر .. ووجدتني امسك بورقة وقلم وارسم لهم حجم الاحتلال الاسرائيلي .. وخنقه للضفة الغربية وتقطيعها الي اوصال .. وحصاره لغزة التي انسحب منها فقط امام مراسلي وكالات الانباء وشاشات التليفزيون العالمية .. وقلت لهم ان اسرائيل لم تعقد معاهدة سلام مع مصر بمزاجها او تفضلا منها ولكن بعد ان عرفت ان احتلال اي شبر من الأرض ثمنه غال جدا ..وانه لولا الدرس القاسي الذي اخذوه في اكتوبر 37 لما كانوا قد جلسوا علي مائدة المفاوضات. الاعلام هو »القوة الناعمة« التي يمكنك بها ان تدمر المدن وتقتل الاف البشر بدون ان تستخدم طائرات أو صواريخ ..فهو قوة تتسرب وتدخل الي غرف النوم عن طريق الصحف وشاشات التليفزيون والانترنت..والخطأ الذي تقع فيه القنوات التليفزيونية والصحف الخاصة لدينا انها تنقل اخبارا مغرضة عن صحف اسرائيلية وتعتبرها حقيقة بدون ان تدرك مدي تأثيرها علي المجتمع! طاهر قابيل [email protected]