بدأت اوروبا كأس العالم لكرة القدم بشكل محرج وضعيف لكنها انتهت بحصول ثلاثة من منتخباتها علي المراكز الثلاثة الاولي بسبب لعب هذه الفرق بمستويات عالية من المهارة والانضباط لم تتمكن منتخبات امريكا الجنوبية من مجاراتها فيها. وبعد انتصار اسبانيا علي هولندا في نهائي كأس العالم بجنوب افريقيا تذوقت اوروبا طعم الفوز باللقب للمرة الأولي خارج القارة العجوز ورغم أن المباراة النهائية بدت متواضعة فنيا فإن طرفي النهائي وصلا لهذا الدور بفضل القدرة علي الاستحواذ علي الكرة والتحرك الرائع بدون كرة وانتهاز الفرص.ولعبت المانيا - التي حصلت علي المركز الثالث باستحقاق بعد التغلب علي اوروجواي - بأسلوب مباشر ونال مستواها الإعجاب بفضل فريقها الشاب الذي قدم واحدة من أفضل مباريات المسابقة بفوزه علي الارجنتين 4-صفر في دور الثمانية.وتفوقت اوروبا في عدد مرات الفوز باللقب علي امريكا الجنوبية بواقع 10-9 لكن سيكون من غير الواقعي اعتبار ذلك علي انه تغيير في موازين القوي. وجاء تراجع منتخبات امريكا الجنوبية ليظهر تقدم منتخبات اوروبا لكن أحد الأسباب التي أخفت نقاط الضعف في اوروبا كان تألق المنتخبات الثلاثة الأولي بفضل تحركاتها المرنة وتفكيرها السريع ومهاراتها العالية. وكانت بداية كأس العالم تسير في اتجاه امريكا الجنوبية.ولم يتمكن أي منتخب اوروبي من التغلب علي منتخب من امريكا الجنوبية حتي فعلت اسبانيا ذلك في ختام دور المجموعات بالتفوق بصعوبة علي تشيلي 2-1 ليتأهل الفريقان إلي دور الستة عشر. ونجحت المنتخبات الأربعة الأخري من امريكا الجنوبية في التقدم بالمسابقة بتصدر مجموعاتها وحتي الاسبوع الأول أو الثاني ظهرت تقريبا كل المنتخبات الاوروبية بمستوي متوسط أو متواضع.وودع منتخب ايطاليا بطل العالم 2006 ووصيفه منتخب فرنسا المسابقة من دور المجموعات. وكان بطل العالم السابق بالفعل بطيئا وحذرا للغاية حتي خرج بالخسارة أمام سلوفاكيا 3-2 في ختام دور المجموعات.وكانت احوال منتخب فرنسا أكثر سوءا وتسبب في أزمة كبيرة في البلاد بعدما امتنع اللاعبون عن المران في حصة تدريبية قبل السقوط أمام أصحاب الأرض.ولم يكن حال منتخب انجلترا أفضل كثيرا بعدما اكتفي بفوز واحد في دور المجموعات أمام سلوفينيا وتعادل مع الولاياتالمتحدة والجزائر قبل أن يخسر 4-1 أمام المانيا في دور الستة عشر بعد أداء ضعيف.وحدثت مشاكل في معسكر منتخب انجلترا أيضا بعدما وبخ الايطالي فابيو كابيلو مدرب المنتخب الانجليزي مدافعه جون تيري علي تعليقه العلني علي اختيارات تشكيلة الفريق. وأحدثت المنتخبات الاوروبية الأقل في المستوي بعض المفاجات لكنها لم تصل إلي حد الانجازات. وفازت سلوفاكيا علي ايطاليا قبل أن تخسر أمام هولندا وتغلبت صربيا علي المانيا في دور المجموعات لكنها فشلت في التأهل لدور الستة عشر كما خسرت الدنمرك أمام اليابان.ولم يترك منتخب اليونان بصمة وأهدر منتخب سلوفينيا فرصة كبيرة في التأهل للدور الثاني بعدما فرط في تقدمه 2-صفر علي الولاياتالمتحدة وتعادل في النهاية 2-2.وبدأ منتخب سويسرا مشواره بقوة بالتغلب علي اسبانيا 1-صفر لكن الفريق ودع المسابقة من دور المجموعات.وفشلت البرتغال التي تغلبت علي كوريا الشمالية 7-صفر في الجولة الثانية من دور المجموعات في تسجيل أي هدف اخر في باقي المباريات وخرجت من البطولة بعد الخسارة 1-صفر أمام اسبانيا في دور الستة عشر وفشل كريستيانو رونالدو في تقديم المستوي الذي يعادل شهرته.لكن علي النقيض كان مشوار اسبانيا للفوز بكأس العالم أشبه بالقصص الرومانسية.فبعد خسارة اسبانيا المفاجئة أمام سويسرا تطور مستوي الفريق قليلا واقترب من الأداء السلس الذي جعله يحرز لقب كأس أمم اوروبا 2008 وأحرز الفريق ثمانية أهداف في سبع مباريات.وكان منتخب هولندا صاحب تأثير قوي في المباريات الأولي قبل أن يدخل للمواجهات الصعبة ويحول تأخره بهدف أمام البرازيل إلي فوز ثمين ويواصل طريقه للنهائي. وباستثناء هولنداواسبانيا اللتين حاولتا اللعب بأسلوب مماثل لبرشلونة أكثر فرق اوروبا امتاعا وكذلك المانيا التي تبقي في مرحلة بناء لم يقدم أي منتخب اوروبي اخر ما يستحق الاحتفال. وبالطبع فإن احتلال المراكز الثلاثة الأولي وظهور بطل اوروبي جديد يعد نجاحا كبيرا وسيكون بمثابة اسلوب جديد ستحاول منتخبات فرنسا وايطاليا وانجلترا وباقي المنتخبات الاوروبية الأخري أن تتبعه في كأس العالم 2014 بالبرازيل. وإذا تمكنت منتخبات اوروبا من الهيمنة مجددا علي المراكز الأولي في كأس العالم المقبلة فذلك فقط سيعني حدوث تغيير كبير في موازين القوي في كرة القدم.