عاد الي سلطنة عمان طاقم سفينة جوهرة مسقط قادمين من سنغافورة وذلك بعد قضاء رحلة تاريخية إستغرقت مايقارب الخمسة أشهر إنطلاقاً من ميناء السلطان قابوس بتاريخ 16 فبراير 2010م ومروراً بالهند وسريلانكا وماليزيا وصولاً إلي سنغافورة بتاريخ 3 يوليو الجاري . وقد حظيت السفينة باستقبال رسمي وشعبي وبحضور فخامة الرئيس السنغافوري أس أر ناثان وصاحب السمو السيد حارب بن ثويني أل سعيد والمسؤولين في الحكومة السنغافورية وأعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الاعمال وجمع غفير من الإعلاميين والفنانين والمثقفين وطلبة المدارس . واستعان طاقم السفينة المكون من 18 بحارا بأساليب الملاحة التقليدية التي تعود للقرن التاسع للميلاد مستخدمين جهاز الكمال لتحديد المسار وهو عبارة عن قطعة خشبية صغيرة مربوطة إلي خيط معد بطريقة تتيح قياس خط العرض إضافة أيضاً إلي الإستعانة بالنجوم والشمس ومراقبة السماء ولون البحر والحياة البحرية وحياة الطيور واتجاه الريح كعوامل أخري مساعدة. وتعتبر جوهرة مسقط هي إعادة لبناء سفينة شراعية عمانية مستوحاة من سفينة يعود تاريخها إلي القرن التاسع الميلادي تم أكتشافها في عام 1998 م شرق جزيرة سومطرة في المياه الاقليمية الاندونيسية وقد كانت أنذاك محملة بمقتنيات متنوعة من اوان سيراميكية صينية وفخاريات وقروش وأباريق وقطع من الفضة والذهب والتوابل والاقمشة والسلع. ويعد مشروع جوهرة مسقط مشروعا تراثيا وثقافيا جاء بمبادرة حكومية مشتركة بين السلطنة وجمهورية سنغافورة تم من خلاله إعادة بناء سفينة شراعية تعود الي القرن التاسع والابحار بها من عمان وحتي سنغافورة . وقد أبحرت جوهرة مسقط بعد اكتمال بنائها في السلطنة الذي استغرق عاما كاملا متجهة إلي سنغافورة التي يعتقد أنها كانت واحدة من المحطات الرئيسية لوقوف السفينة الأم في القرن التاسع الميلادي وهي في طريق عودتها من الصين إلي شبه الجزيرة العربية. حيث أقتفت جوهرة مسقط نفس المسار البحري واستخدمت نفس الأساليب الملاحية التي وردت في كتابات الجغرافيين العرب القدامي. وكان القبطان صالح الجابري ربان سفينة جوهرة مسقط قد أوضح في وقت سابق بان السفينة عبرت المحيط الهندي وهي تتهادي بين الرياح الخفيفة تارة والرياح والأعاصير العاتية تارة أخري وسارت أحيانا علي عجل وأحيانا علي مهل في طريقها للوصول إلي سنغافورة بكل ما تحمله في طياتها من معان وقيم وذكريات جميلة وغالية عن موطنها عمان وعن البلدان والموانئ التي توقفت فيها.