القدس مدينة السلام البعيد فمن أجلها تشتعل قلوب المؤمنين التقاة الذين يعرفون حق قدرها وقدسيتها، وتشتعل الحروب فيها ومن حولها لان المتطرفين الذين اغتصبوها قد طبع علي قلوبهم فهم لا يفهمون الا ما يبغون فيها عوجا، ومتي انصرفت الاهواء الي الكذب فإنه لا ريب يصل بهم الي الفجور، اننا امام طغاة عصر الكوكبية الذي اذاع الفوضي في العالم أجمع وكرس الكراهية والشحناء وعمم البغضاء في كل مكان فصارت هي الاكثر انتشارا بين بني البشر وهي الاقرب هدفا لهؤلاء البغاة الذين سرقوا الشعوب وسلبوها حقها في الارض والعرض والمال والتاريخ هؤلاء الكذبة أعادوا الحياة الي الوراء واشعلوا الفتن التي لا ينطفيء أوارها وبددوا فرصة للاستقرار والوئام بين الحضارات التي انبنت من حقب وأزمان ورجال وأحداث جسام ها هم أولاء يكشفون عورة الاستبداد والجبروت المقيت الذي يريد ان يدمر ويبغي الفساد في الارض بغير حدود وهم في ذلك مثل الثعالب التي تختلق المسكنة وتستميت حتي يأمن المخدوع جانبها ثم اذا هي المخالب والانياب والكيد والمكر والاعتداء وقل ما شئت من ألفاظ تعبر عن حالة تاريخية تكرر نفسها لاخضاع العالم في النهاية لمشروع متصهين آثم يتخذ من فكر التوسع في الارض المنهوبة والتسرب الحثيث الي اماكن استراتيجية في أي دولة وفي أي ارض للسيطرة علي اسباب القوة فيها وبالتالي السيطرة علي صنع القرار. ان هذا ما فعله اليهود وصهاينتهم المتمركزون والمنتشرون منهم، وما فكرة تهويد الاماكن الاسلامية المقدسة وضمها تحت شعارات يهودية شتي الا مقدمة لمرحلة جديدة من التعامل مع المجتمع الدولي المترهل الضعيف الذي انزلق الي مهاوي الذلة والخضوع لهؤلاء الصهاينة الفجرة، اليوم تصفع حكومة اسرائيل المصنوعة »قفا« صانعها، وبالرغم من شدة الصفعة وغدرها فإن صانعها يلملم حمرة خجله ويجمع كلماته التي اطلقها في ساعة غضب ليقول: انه بالرغم من ذلك فأسرائيل هي حليف استراتيجي لا استغني عنه ابدا، أي عالم نحن فيه وأي حل يمكن ان يأتي بخير مع هذا العالم هل حقا هم يريدون السلام الصانع والصنيعة، هل حقا سيأتي يوم تقيم الشرعية الدولية المزعومة محكمة عادلة ليقف الطغاة والفجرة امامها ويحاكمهم الضحايا الذين أودت بهم الحروب، والضحايا اللذين ينتظرون دورهم، ان التوتر الذي حدث منذ ايام وبان في تصريحات سكرتيرة الصانع ومن معها قد محاه تصريح بعده سخيف الي حد كبير لا استطيع وصفه الا بالخانع المجبر، لم تدم بطولتها الا كلمح بالبصر، ثم ادبرت منهم جميعا الكبرياء واهريق ماء الوجه علي ارض المقدس الجليلة، اننا يا أيها الصحاب في اي مكان من ارض الله وانتم مخدوعون مثلما انخدعنا نريدكم ان تشهدوا عليهم وان تذكروا التارخ بالمأساة التي لم تشاطروا اصحابها ولو بموقف بسيط، اننا نريد ان تقرأوا الخرافة من فوق جدران المهزلة التي شيدوها بالامس وشربوا علي ايقاعها انخاب الدماء واوحال الخديعة وهل يتفرج العالم الان ليري كيف تنتهي الحكايات الكاذبة والقصص الملفقة وكيف يتبادل النجوم والكومبارس ادوار النذالة، هيهات ان تشعروا لان المأساة لم تنتقل لأرضكم بعد تذكروا.. تذكروا يوم يأتيكم نبأ السابقين وتعيد الافعي سيرتها الاولي مع الثعابين.