انضم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي في اجتماع (اصدقاء ليبيا) الذي يعقد في العاصمة الفرنسية باريس في وقت لاحق من اليوم لمحاولة لحشد الدعم الدولي لليبيا في مرحلة ما بعد الثورة. ويستضيف كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المؤتمر الذي يهدف الى مساعدة المجلس الوطني الانتقالي الليبي في تأسيس ليبيا حرة وديمقراطية. ويتيح المؤتمر الدولي للمجلس تقديم المساعدات الانسانية وغيرها من المساعدات التي يحتاجها المجلس الوطني الانتقالي الليبي لاعادة بناء البلاد بعد 42 عاما من حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. ويشارك في الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والسكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون. وسترسل روسيا والصين عضوتا مجلس الامن الدائمتان واللتان لا تدعمان قراره الذي سمح بتنفيذ عملية عسكرية لحماية المدنيين من نظام القذافي ممثلين الى المؤتمر. وأوضح مسؤولون في بيان صحافي اصدره مكتب رئيس الوزراء البريطاني (10 داونينغ ستريت) اليوم انه سيتم تكثيف الجهود الدبلوماسية لتأمين الاصول الليبية وتوفير الاموال اللازمة مع امكانية مناقشة صدور قرار جديد من الاممالمتحدة بشأن الموارد الليبية المجمدة. وتم ارسال الدفعة الاولى التي تبلغ قيمتها مليار جنيه من اوراق الدينار الليبي النقدية التي صودرت بعد طبعها في المملكة المتحدة الى ليبيا بعد ان وافقت لجنة عقوبات الاممالمتحدة على طلب من الحكومة البريطانية بذلك. فيما تم تحويل مبلغ 140 مليون جنيه من الاوراق النقدية الليبية المسكوكة حديثا الى مصرف ليبيا المركزي في مدينة (بنغازي) الليبية من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني حيث كانت جزءا من اسهم تبلغ قيمتها مليارا و860 مليون دينار ليبي ما يعادل 950 مليون جنيه طبعت في المملكة المتحدة وتم تجميدها بمقتضى عقوبات الاممالمتحدة في بداية الازمة في ليبيا. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في بيان صحافي صدر في وقت سابق “يسعدني ان اعلن ان سلاح الجو الملكي البريطاني سلم 280 مليون دينار ليبي لمصرف ليبيا المركزي في بنغازي”. ومن المقرر ان تستخدم الاوراق النقدية لدفع اجور موظفي القطاع العام بليبيا بمن في ذلك الممرضات والمعلمون والاطباء وضباط الشرطة وتوفير الدعم للأفراد المرتبطين بنظام الضمان الاجتماعي الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة اشهر. وتخصص الأموال كذلك لتقديم المساعدات للاجئين الذين شردهم الصراع وتوفير الادوية والامدادات الغذائية حيث سيتم تحويلها الى المصارف التجارية وذلك لجعل العملة متاحة لعامة الناس لتغطية نفقات معيشتهم الاساسية. واضاف هيغ ان “اعادة الاموال الى الشعب الليبي جزء من التزامنا بمساعدة ليبيا ومساعدة المجلس في اعادة بنائها وخلق بلد يلبي الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعب الليبي وسيتم تسليم مزيد من الاموال المتبقية في وقت قريب”. من جهته قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس “انا سعيد لأن سلاح الجو الملكي البريطاني كان قادرا على المساعدة في تسليم هذه الاوراق النقدية”. وفي ليبيا قدم اثنان من ابناء القذافي رسائل متضاربة حول خطط النظام للمستقبل اذ تعهد سيف الاسلام بالاستمرار في القتال في رسالة صوتية بثت على احدى القنوات التلفزيونية العربية مدعيا انه كان يتحدث من ضواحي طرابلس وقال ان “والده بخير وانهم لن يستسلموا”. فيما قال قائد المتمردين في طرابلس عبدالحكيم بلحاج ان الساعدي القذافي اجرى معه اتصالا هاتفيا لمناقشة تسليم معمر القذافي نفسه. واضاف بلحاج ان السعدي في البداية اجرى معه اتصالا هاتفيا يوم الثلاثاء الماضي وسأله ما اذا كان يمكن ضمان سلامته حيث قال له “لا خوف على حياتك وسوف نضمن حقوقك وسوف يتعاملون معك بطريقة انسانية”. وذكرت صحيفة (تايمز) في عددها اليوم ان كاميرون كلف فريقا سريا خلال الازمة الليبية يطلق عليه (خلية النفط الليبية) في ابريل الماضي. وأدت تلك الخلية دورا في مساعدة المتمردين وبدعم من وزارة الخارجية البريطانية بعد ان فشلت المرحلة الاولى من العمليات العسكرية في ليبيا في الإطاحة بالقذافي. من جهة أخرى يأمل كاميرون ان يتعاون المجلس الوطني الانتقالي الليبي في التحقيق في مقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر حيث يعتقد ان واحدا فقط من الثلاثة المشتبه بهم الرئيسيين في الجريمة التي وقعت في عام 1984 خارج السفارة الليبية في لندن لا يزال على قيد الحياة.