قال ديفيد إجناشيوس، رئيس قسم الشؤون العالمية في صحيفة «واشنطن بوست»، إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، «راهن» على جماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث «بدأ بتوجيه الحديث إليهم في خطابه الشهير بالقاهرة في يونيو 2009». ورأى المحرر أن أوباما توجه بالحديث إلى الإخوان عندما قال وقتها، في حضور 10 من أعضاء الجماعة في جامعة القاهرة، إن «أمريكا تحترم حق الأصوات السلمية والقانونية في أن يسمعهم العالم، حتى لو اختلفت معهم، كما إنها سترحب بكل الحكومات المنتخبة طالما حكمت باحترام شعوبها». وقال إن الرئيس السابق حسني مبارك لم يكن حاضرا للخطاب وقتها، لكن أوباما بعث إليه برسالة أيضا مفادها أن «قمع الأفكار لن ينجح أبدًا في إلغاءها»، موضحًا أن أوباما بذلك وضع رهانا عالميا على الإخوان المسلمين «ونواياهم السلمية». وأضاف أن «مغازلة أوباما للإخوان في 2009، ساعدت على إضفاء الشرعية على طموحهم السياسي، وبرفض واشنطن مساعدة مبارك أثناء احتجاجات ميدان التحرير العام الماضي، ضمنت لهم الظهور كقوة سياسية كاسحة في مصر الجديدة». وأوضح أنه رغم تأكيدات الإخوان، وحزبهم السياسي «الحرية والعدالة» بالحفاظ على اتفاقيات مصر والتعامل بآليات السوق الحر وغيرها، فإن مصداقيتهم كحليف مازالت غير مؤكدة، كما أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يرون أن مسار التحول الديمقراطي الآن في مصر أصبح أسوأ من المتوقع. وأشار إلى قيادة الإخوان المسلمين لحركة المعارضة في سوريا، وبالتالي تبرز أهميتهم في مستقبل العالم العربي على الرغم من كونهم مازالوا منظمة غامضة بالنسبة للغرب، «ومع تأكيد الجماعة على ضرورة تحرر المسلمين من تأثير الغرب واستقلالهم وكرامتهم، تبرز عقبة أمام المنظمة التي بدأت تأخذ دورًا سياسيًا كبيرًا، وتصبح حليفا صعبا على المستوى الدولي». وضرب إجناشيوس، مثلا على ما أسماه «ضعف مصداقيتهم»، بتأكيدات قيادات الجماعة على أنهم لن ينافسوا سوى على 30% من مقاعد البرلمان الخالي، بينما نافسوا في الحقيقية على كل دوائر المحافظات في مصر، وفازوا بأغلبية تقريباً، كما إنهم شاركوا في الحملة على الاستفتاء الدستوري في مارس الماضي، لإقناع الناس بالتصويت بالإيجاب «لحماية الشريعة». ونقل ما قاله أوليفر روي، الخبير الفرنسي في العالم الإسلامي، الذي أكد أن الإخوان «سيتعلمون الديمقراطية بالممارسة»، وهو بالتالي ما راهن عليه أوباما في خطابه الشهير.