وسط صمت عربي وإسلامي يتعرض المسلمون الإورومو لمذابح بشعة على يد قوات الشرطة في مدينة أديس ابابا وإقليم الأوروميا. أثارت عمليات القتل الممنهج استنكار عدد من الصحف الأجنبية مثل «الجارديان» البريطانية التي أكدت أن عشرات من الإثيوبيين المسلمين قتلوا خلال تظاهرات سلمية على يد شرطة النظام، مشيرة إلى أنها رصدت العديد من الجثث المغطاة بالبطاطين.
ويعد إقليم «أوروميا» أكثر منطقة تشهد كثافة سكانية في إثيوبيا حيث بلغ عدد سكانه ما يقرب من 40 مليون نسمة، أي ما يقرب من 40 % من السكان الحاليين، البالغ عددهم 94 مليون مواطن.
ويبلغ تعداد المسلمين في إقليم الأوروميا أكثر من 70% والمسيحيين أكثر من 20 % والباقية وثانيين، لذلك يعد المسلمين الأكثر تأثيرا.
ويعاني مسلمو إثيوبيا من التهميش وحجب الحريات وفرض الأحباش عليهم، ما تسبب في خروج مظاهرات حاشدة في عدة مدن من بينها أديس أبابا العاصمة ومدينة ديسي وبحردار في اقليم أمهرا وفي مدينة أسلة في اقليم أورميا على مدار 70عاما.
وتقول منظمات حقوقية إن قوات الأمن الإثيوبية لا تتردد في إطلاق النيران على المتظاهرين المسلمين إلى جانب اعتقال العديد من النشطاء والنساء وأطفال بتهمة تكدير الأمن العام.
ودخل الإسلام إلى شعب الأورومو عبر الهجرة الأولى والثانية إلى الحبشة، وتوافد التجار المسلمين ما خلق نوع من الاحتكاك المستمر بين المسلمين الصوماليين.
والنزاع في تلك المنطقة له جذور قديمة فقد شهدت الإمارات الإسلامية في إثيوبيا والحبشة عدة حروب مع ملوك الحبشة بالتعاون مع الصليبين خلال الحروب الصليبية لم تسفر سوى عن انتشار الإسلام بشكل أكبر في الحبشة.
ويشتكي المواطنون في إثيوبيا من تدخل الحكومة بشكل غير قانوني في الشؤون الإسلامية من خلال رصد أنشطتهم داخل المساجد، وإجبار رجال الدين على ممارسة شعائر طائفة الأحباش على الرغم أن الدستور الإثيوبي يحظر التدخل في الممارسات الدينية.
عملت الحكومة الإثيوبية خلال الفترة الماضية على انتزاع أراضي المسلمين في إقليم الأوروميا من أجل توزيعها على كبار المستثمرين تحت ذريعة التنمية حيث من المعروف أن إقليم الاورميا به أجود وأخصب تربة في القارة الأفريقية وتعتمد عدة دول على محاصيل هذا الإقليم في الحصول على غذائها.
في الأسبوع الماضي خرج الآلاف من الإثيوبيين في تظاهرات حاشدة لتنديد بخطط الحكومة بضم أراضي من إقليم أوروميا للعاضمة أديس أبابا.
قتلت الشرطة الإثيوبية أكثر من 72 مواطنا مسلما من الأوروميا، هذا إلى جانب اعتقال العشرات من المتظاهرين وسط تنديد دولي بانتهاك حكومة أديس أبابا.
وأعلن الجيش الإثيوبي التعبئة العامة وذلك لمواجهة الاحتجاجات المتصاعدة ضد سياسات الحكومة في إقليم الأوروميا واعتقل المئات من الطلاب.
ونددت الخارجية الأمريكية بانتهاكات الحكومة الإثيوبية ضد المتظاهرين السلميين وسط صمت الحكومات العربية والإسلامية والمؤسسات الدولية.
وناشدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس السبت، الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالتدخل لوقف انتهاكات الشرطة الإثيوبية ضد المواطنين العزل.