قالت مصادر مطلعة لشبكة أخبار المصري "ش.أ.م" أن جهاز المخابرات العامة قد توصل مؤخرا إلى أن الدكتور رمزي موافي المعروف إعلاميا ب"طبيب بن لادن"، هو قائد "جيش مصر الحر" المسئول عن الأعمال الإرهابية فى سيناء، وفى عدة بؤر داخل مصر، وانه قد استجلب خلال عامين ونصف أكثر من 2500 عنصر عدة دول عربية أهمها اليمن وفلسطين بالإضافة الى حوالي ثلاثة آلاف مصر، وقام بتكوين خليته الإرهابية فى سيناء، واتخذ من جبل الحلال مقرا له ولأعضاء تنظيمه. وأضافت المصادر أن الدكتور موافي الهارب من سجن وادي النطرون يوم 29 يناير – مع الرئيس المعزول- قد هرب الى سيناء منذ ذلك الوقت وقام بتأسيس خليته الاهابية، وانه المسئول عن قتل الجنود المصريين فى رفح رمضان من العام الماضي، بالإضافة الى انه المسئول عن جميع الاعمال الارهابية التى وقعت فى سيناء خلال العامين والنصف الماضيين، واهمها تفجيرات خطوط البترول، والاعتداء على المؤسسات الشرطية وخطف الضباط والجنود المصريين. واشار المصدر إلى أن معلومات المخابرات تم توثيقها بشهادة العناصر الاهابية التى تم اعتقالها خلال الاسابيع الماضية اثناء عمليات القوات المسلحة للقضاء على الاهاب بسيناء، ودعموها بالخرائط والكتيبات التى تؤكد مخططات موافي لتحويل سيناء الى إمارة إسلامية وإعلان تنظيمه الارهابي "جيش مصر الحر" ذراع عسكري للحكم الإسلامي فى مصر. واكد المصدر أن المعلومات الجديدة تم عرضها على الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، مرفق بها تقارير عمليات القوات المسلحة فى سيناء خلال ال 48 ساعة الماضية، والخطة المستقبلية لل 48 ساعة القادمة. وقال المصدر الى ان السيسي طالب رئيس عمليات القوات المرابطة فى سيناء بضرورة احضار موافي أمامه سواء كان حيا او ميتا، وفى اقرب فرصه. وقد رصدت وكالة "ألاسوشيتدبرس" الأمريكية تزايد نشاط الإرهابيين المسلحين فى سيناء، وقالت إن مسلحين إسلاميين مصريين وأجا نب يحولون شبه الجزيره إلى جبهه جديده للجهاد. وقالت الوكاله إن طبيبا مصريا كان يوما ما مقربا من زعيم تنظيم القاعده السابق أسامه بن لادن يجلب الآن الجماعات المسلحه المرتبطه بالقاعده إلى سيناء من أجل محاربه الجيش، مع ظهور شبه الجزيره التى يغيب عنها القانون كتهديد جديد بالجهاد، والمقصود به النشاط الإرهابى المسلح، حسبما أفاد مسئولون بالأمن والمخابرات فى مصر. وأضاف المسئولون أن هناك علامات أخرى على تحول خطير فى الاضطراب طويل المدى فى سيناء المجاوره لإسرائيل وقطاع غزه منذ إطاحه الجيش بالرئيس السابق محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضي، ومع هذه التحولات، فإن عدم الاستقرار فى سيناء يصبح أكثر اتساعا فى المنطقه ويهدد بالتحول إلى تمرد صريح. وأوضحت الوكاله أنه على قمه المطلوبين فى سيناء رمزى موافي، الطبيب الذى انضم للقاعده فى أفغانستان فى التسعينيات. موافى الذى يبلغ من العمر الآن 61 عاما، هرب من السجون المصريه فى عام 2011 أثناء الثوره فى عمليه فتح السجون التى هرب فيها أيضا مرسى وأكثر من عشره من أعضاء الإخوان المسلمين خلال الفوضى التى أعقبت انطلاق الثوره ضد مبارك. ويعتقد أن موافى الآن فى سيناء ينسق مع الجماعات المسلحه الأخري، ويساعد فى جمع الأموال والأسلحه، وفقا لما صرح به مسئولون أمنيون لأسوشيتدبرس. وأوضحت الوكاله أنها تحدثت مع أربعه مسئولين من المخابرات الحربيه والجيش وقوات الأمن، رفضوا جميعا الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالحديث للصحافة. من جانبه، قال اللواء شريف إسماعيل، المستشار الأمنى لمحافظ شمال سيناء والذى تقاعد مؤخرا، إن الجماعات المسلحه فى سيناء تتعاون جميعا الآن بشكل كامل فى وجه نفس التهديد. وأكد أن الجماعات تحمل فكره القاعده لكن ليست بالضروره مرتبطه بالمنظمه الأم. وتقول أسوشيتدرس إن سقوط مرسى فتح الباب أمام تصعيد من قبل الجهاديين فى سيناء. وقد اعتبر أغلب المسلحين أن مرسى على استعداد لتقديم تنازلات من أجل تطبيق الشريعه الإسلاميه، لذلك اعتبروا إبعاده من قبل الجيش المدعوم من الليبراليين، هجوما على الإسلام. والأهم من ذلك، أنه أنهى سياسه مرسى التى أتبعها خلال عامه الوحيد فى الحكم بالتفاوض مع الجماعات المسلحه فى سيناء، وتقييد العمليات الأمنيه ضدهم مقابل وقف الهجمات على الجيش. والآن، قام الجيش بتصعيد عملياته، وقامت مروحيات عسكريه أمس بدك مخابئ للمسلحين فى عده قرى بالقرب من الحدود مع إسرائيل وغزه وقتل ثمانيه على الأقل وأصابت 15 آخرين. وأشارت الوكاله كذلك إلى أن أكثر من 70 من رجال الشرطه والجيش قد قتلوا من قبل المسلحين منذ سقوط مرسى فى دائره من الهجمات والهجمات المضاده التى جعلت الجهاديين يتحولوا على وسائل أكثر وحشيه، وكان أسوأ هجوم على الإطلاق على 25 من مجندى الشرطه فى رفح والذين تم فتح النار عليهم وقتلهم جميعا فى 19 أغسطس الماضى. وبعدها بأيام قتل مجموعه من المسلحين قبل تنفيذ هجوم انتحارى فى تصعيد كبير. وخلال الفتره نفسها، قتلت قوات الأمن 87 مسلحا من بينهم 32 من الأجا نب، واعتقلت 250 آخرين من بينهم 80 أجنبيا، وفقا لمكتب المتحدث العسكرى. وقدم مسلحان أحدهما يمنى والآخر فلسطيني، ممن تم اعتقالهم مؤخرا، معلومات عن دور رمزى موافى أثناء التحقيق معهم، وفقا لمسئولى الأمن. وكان نبيل نعيم، مؤسس حركه الجهاد الإسلاميه والذى عرف موافى لفتره فى أفغانستان، قد قال مؤخرا فى التلفزيون إن موافى يقود المسلحين فى سيناء. ويقول المسئولون إن موافى تخصص فى صناعه القنا بل أثناء السنوات التى قضاها فى أفغانستان، كما أنه أشرف على المستشفيات التى تعالج المقاتلين الإسلاميين المصابين، بما جعله يحمل اسم طبيب بن لادن، على الرغم من أن نعيم قال إنه لم يعالج أبدا الزعيم السابق لتنظيم القاعدة. وكان موافى من بين من اتهمتهم المحكمه فى يونيو الماضى مع مرسى وأعضاء آخرين بالإخوان بالتآمر مع حزب الله وحماس لتخطيط اقتحام سجن وادى النطرون فى يناير 2011، ووصفت المحكمه موافى بأنه الأمين العام للقاعده فى سيناء. وتحدث تقرير أسوشيتدبرس عن الجماعات الإرهابيه الموجوده فى سيناء، وأكد إن عدد المقاتلين يعتقد أنه بالآلاف، بعضها مصرى مثل أنصار القدس ومجلس شورى المجاهدين وجماعات السلفيه الجهاديه، والتكفيريين. ورغم أنه ليس كل التكفيريين مشتركين فى العمل المسلح، إلا أن عقيدتهم تجعلهم ملجأ سهلا للجماعات المسلحة. وهناك جماعات أخرى فى غزه مثل جيش الإسلام التى يعتقد أنها ترسل مقاتلين على سيناء. من ناحيه أخري، نقلت الوكاله عن مسئول أمنى يمنى قوله إن المئات من المقالين اليمنيين جاء على سيناء بعد الإطاحه بمرسى ردا على دعوات بعض رجال الدين الذين طالبوهم بالجهاد فى مصر. بينما يقول المسئولون فى مصر إن هناك مقاتلين قادمين أيضا من السعوديه وليبيا وسوريا. ويوضح مسئول المخابرات الحربيه أن قاده الجماعات الإرهابيه ينضمون للصفوف مع المسلحين البارزين فى سيناء المنتمين إلى قبائل كبرى من أجل ضمان الحمايه وتسهيل تهريب الأسلحة. وأحد أبرز القبائل، السواركه، انقسمت بين عائلات مؤيده للحكومه وأخرى مناهضه لها. وأكد مسئول عسكرى بالعريش إن الجهاديين يديرون على الأغلب تسعه معسكرات تدريب فى سينا مخبأه فى القرى التى يسيطر عليها القبائل الحليفه لهم أو فى المناطق الجبلية. ويشير إسماعيل الإسكدنراني، الباحث فى المركز المصرى للحقوق الاجتماعيه والاقتصاديه والذى يكتب عن سيناء، إلى أنه من الصعب معرفه عدد المسلحين أو المعسكرات لأن الجهاديين المحليين يختبئون فى منازل بين عائلاتهم بعد تنفيذ الهجمات السريعه، وحتى أقاربهم ربما لا يعرفون أنهم متورطون فى التسلح الإسلامى. ويعتقد الإسكندرانى أن الجيش لم يقم حتى الآن بشن هجوم كبير ضد المسلحين حتى لا يثير مواجهه أكبر مع القبائل البدويه الساخطة. كما أن الجهاديين فى سيناء لديهم ترسانات قويه وجديده من الأسلحه الثقيله المضاده للطائرات الصورايخ وأسلحه أخرى تم تهريبها من سيناء. وحذر من أن الثمن سيكون باهظا للغاية