بياجيه ورولكس ولونجين وجيجيه-لوكولتر... كبار الموظفين الحكوميين الشيوعيين في الصين لا يضعون إلا أفخر الساعات. فوقع "فاضح الأمر" على شبكة الإنترنت ضحية للرقابة. هو ناشط على شبكة الإنترنت يعرف عن نفسه بلقب "هواغووشانزونعشوجي" وعلى الهاتف باسم "دانيال وو". وهو كان قد أفاد وكالة فرانس برس بأن السلطات قد فرضت رقابة على حسابه في المدونة الصغرى "ويبو" وهي النظير المحلي لشبكة "تويتر" ومحت نتائج استقصاءاته. وقد عزا هذه الرقابة إلى "الضغوطات الممارسة من قسم البروباغندا". ودانيال وو مشهور بسمعته الحسنة في عالم المدونات الصينينة المستنفرة دائما للتنديد بإساءة استعمال السلطة. وقد نشر وو على الانترنت صورا لمسؤولين رسميين أشار فيها بعد تحقيق مستفيض إلى العلامات التجارية لساعات اليد على معاصمهم وأسعارها. فيظهر مثلا سون جينجمياو رئيس لجنة التنمية والإصلاح في مقاطعة زيجيانغ (الشرق) مع ساعة رولكس قيمتها 70 ألف يوان صيني (8 آلاف يورو). كذلك يظهر زو وينزانغ نائب رئيس كليةالإدارة الوطنية في الصين مع ساعة بياجيه إمبيرادور لفت "هواغووشانزونعشوجي" إلى أن قيمتها تقدر ب 100 ألف يوان (أي أكثر من 11 ألف يورو). وقد استلهم دانيال وو فكرة هذه الأبحاث بعد اصطدام قطارين سريعين في 23 تموز/يوليو شرق البلد شكل مأساة أثارت موجة من الانتقادات ضد الحكومة المتهمة بعدم تعاطفها مع الشعب. وخلال مشاهدة تقرير عن الكارثة التي أودت بحياة 40 شخصا، رصد الناشط على شبكة الإنترنت ساعة رولكس بقيمة 70 ألف يوان (8 آلاف يورو) على معصم شنغ غوانغزو وزير سكك الحديد. أما نائب الوزير، لو دونغفو فهو أيضا كان يضع ساعة رولكس بقيمة 51480 يوان (5800 يورو). وكان الوزير السابق في وزارة سكك الحديد قد أقيل من منصبه في شباط/فبراير الماضي لأنه تلقى رشاوى. لقيت الرسالة التي نشرها دانيال وو عن "ساعات رولكس" على معاصم المسؤولين المعنيين بسكك الحديد صدى مدويا على الانترنت مما دفعه إلى استحداث ملف كامل عن الساعات السويسرية على معاصم كبار الموظفين الحكوميين. وقد اكتفى هذا الناشط واسع الحيلة الذي يهوى الساعات الفاخرة باستخدام محرك بحث عن صور مع كلمات مفتاح مثل "أمين الحزب" و"حاكم" و"مسؤول القسم". ثم اختار الصور الأكثر وضوحا التي تظهر المسؤولين مع ساعاتهم وكبرها في منطقة المعصم. وقد شرح لوكالة فرانس برس "أحب الساعات ولا أريد ارتكاب أي خطأ. أقصد المتاجر للتعلم والتدقيق معتمدا على وسائل عديدة. كما أستشير الخبراء الذي يعملون في مجلات متخصصة بالساعات". وبالاستناد إلى عدد من الصور، تبين أن أحد المسؤولين يمتلك مجموعة من الساعات المختلفة يضعها وفقا للمناسبات التي يشارك فيها. وغني عن القول إن هذه الحادثة قد أثارت جدلا واسعا على شبكة الانترنت التي تبقى على الرغم من الرقابة المفروضة الحيز المفضل للتنديد بالفساد والإجحاف في بلد يكم أفواه وسائل الإعلام التقليدية. وفي غضون بضعة أيام، تخطى عدد "متتبعي" دانيال وو على حسابه في "ويبو" 20 ألف شخص مسجل. ونوهت صحافة الدولة تنويها غير مباشر بأعمال "هواغووشانزونعشوجي" في ظل استشراء الفساد الذي يعتبر آفة وطنية في دولة الحزب الواحد. وفي تعليق نشر السبت، أشارت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية إلى أنه "ينبغي أن تستوحي" دوائر مكافحة الفساد من نهج الناشط الألكتروني معتبرة أن "ساعة بسيطة قادرة على كشف الفساد المبطن لدى بعض المسؤولين الجشعين وأن الفساد يخلف أثارا ظاهرة".