علقت مجلة "تايم" الأمريكية على احتمالات اختيار محمد البرادعى رئيسا للحكومة الانتقالية فى مصر، وقالت إنه ربما لا يكون الرجل الذى يجمع عليه الشعب، لكن بتوليه الحكومة يستطيع البرادعى أن يمنحها المصداقية الدولية التى تفتقدها الآن.وأشارت المجلة إلى أنه برغم نفى الرئاسة فى وقت متأخر من مساء أمس السبت، تكليف البرادعى برئاسة الحكومة، وقولها إن المشاورات لا تزال مستمرة، إلا أن اختيار الرجل الحائز على جائزة نوبل للسلام لن يكون مفاجئا. فقد كان يستعد لهذا الدور خلال السنوات الثلاث الماضية، ويمكن أن يقدم الخبرة الإدارية والسمعة التى لا تشوبها اتهامات الفساد، والمؤهلات الثورية الصلبة. إلا أنه لن يكون خيارا سهلا. فالبرادعى مكروه من الإسلاميين، ليس فقط من الإخوان المسلمون، ولكن أيضا من السلفيين مثل حزب النور، الذى ربما ينظر إليه بعداء صريح. بل إن معظم التكهنات بعد نفى الرئاسة ترشيح البرادعى أشارت إلى أن السبب هو رفض حزب النور. وكان الحزب الإسلامى قد ساند وأيد الإطاحة بمرسى، ووجوده فى الحكومة الانتقالية بالغ الأهمية للرد على مزاعم الإخوان بأن تحرك الجيش ضد مرسى كان حربا على الإسلام السياسى.وحذرت تايم من أن عدم تولى البرادعى لرئاسة الحكومة المؤقتة قد يبشر بمرحلة جديدة ومليئة بالتحديات للتجربة الديمقراطية المصرية الهشة والجريحة، وللبرادعى بشكل شخصى، مشيرة إلى أن الرجل الذى شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث فترات متوالية قد ارتفعت حظوظه السياسية وانخفضت بشكل مكرر فى السنوات القليلة الماضية.وذكرت الصحيفة بالدور الذى قام به البرادعى فى انتقاد نظام مبارك، منذ أن عاد إلى القاهرة فى عام 2009، وقالت إن هذا الرجل يحسب له أنه لم يظهر أبدا فى عباءة المنقذ. وحتى فى ذروة شعبيته قبل الثورة، ذكر مرارا أن الشعب يجب أن يتوقف عن التطلع إليه بشكل شخصى ويطالبه بإنقاذ مصر. وقال فى مقابلة معه فى ديسمبر 2010، إذا كنتم تنتظرون فارسا على حصان أبيض، فلن يأتى. أنا لا أريد أن استبدل نظاما يقوم على شخص واحد بنظام مماثل، أنا أحاول أن أحول مصر إلى دولة مؤسسات.وتقول المجلة، إن الآراء حول البرادعى فى مصر مختلطة. فالإسلاميون من مختلف الاتجاهات يتعاملون معه باشمئزاز، والموالون لنظام مبارك ربما يشعرون إزاءه على النحو نفسه. وحتى بعض الثوار العلمانيين المتشددين يشعرون بالفتور تجاهه.لكن البرادعى يمكن أن يجلب المصداقية الدولية التى تحتاجها مصر بشدة لو تولى رئاسة الحكومة المؤقتة، وهو الأمر الذى تفتقده حكومة ما بعد مرسى. فالكثير من الحكومات الأجنبية، وإن لم تكن الولاياتالمتحدة من بينها، وصفوا ما حدث يوم الأربعاء الماضى بأنه انقلاب عسكرى على أول رئيس منتخب ديمقراطيا.