ابوظبى -احمد عناني انطلقت صباح اليوم السبت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، والتي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية، حيث افتتح الشيخ أحمد بن حمدان بن محمد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان فعاليات معرض أصدقاء البيئة بحضور محمد الحمادي، عضو مجلس أمناء المهرجان، والدكتور إياد بومغلي، المدير والممثّل الأقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة في اقليم غرب آسيا والإعلامي محمد منير، المدير التنفيذي للمهرجان، كما شهد افتتاح الفعاليات نجوم السينما العربية وفي مقدمتهم الفنانة يسرا، والفنان خالد النبوي.. ويحتضن المعرض أهم المبادرات العالمية المعنية بالتوعية بالأخطار التي تواجه البيئة.. واطلع ضيوف المهرجان على أجنحة الجهات المشاركة مثل المركز الوطني للأرصاد الجوية، من خلال عدة أنشطة تقوم بها مثل التعريف بالمنشورات والإصدارات العلمية والتي تكشف عن مواكبة التطورات والمستجدات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الرصد الجوي كونه أحد الأنشطة الرئيسية للمركز، كما شارك بالمعرض جناح لهيئة البيئة بأبوظبي، والذي شهد إقبالاً كبيراً من ضيوف المهرجان والذين اطلعوا على إصدارات وكتب الهيئة والتي تجسد جهودها في توعية الجمهور والمتخصصين بالأخطار التي تواجه الكائنات الحية في الدولة. كما يشارك بالمعرض الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من خلال جناح يكشف الأدوات التي تساعد على كشف التغيرات في البيئة وتتبع هذه العمليات، ويكشف الجناح كيفية حدوث الأضرار البيئية وتقديم تفسيراً لأسبابها، وفهم عمليات التغيير يحدد التدخلات الضرورية لإحداث الأثر المطلوب.. كما شارك بالمعرض الصندوق الدولي للرفق بالحيوان والذي يساهم بتعريف جمهور المهرجان وعبر الكثير من الكتب والمنشورات بالحيوانات المهددة بالانقراض، ورفع مستوى الوعي البيئي حول أهمية الحفاظ على الموائل الطبيعية والتنوع البيولوجي، ويعرض جناح الصندوق عينات مصادرة لمنتجات مصنوعة من الحياة البرية كما يشارك الصندوق بمعرض للصور الفوتوغرافية لأشهر أسماك القرش التي تعيش في مياه الخليج العربي. كما اطلع ضيوف المهرجان، على جناح A2Z والذي يشارك في تقييم تكنولوجيا المعلومات الخضراء كجزء من متطلبات العمل والحياة، حيث يتم تنفيذ خطط العمل من تنفيذ المنتجات والممارسات طبقا لتكنولوجيا المعلومات الخضراء . وبهذ المناسبة صرح الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مجلس أمناء المهرجان، بأن الحدث يسعى في زيادة وعي الجمهور بالأخطار البيئية التي تواجه كوكب الأرض وقال: أن المهرجان يتماشى مع سياسة إمارة أبوظبي والتي تنتهجها في هذا المجال، كما أنه يحمل رسالة بيئية من أبوظبي إلى كل دول العالم وليس للإمارات فقط. وأضاف رئيس مجلس أمناء المهرجان، أن الأفلام السينمائية بكل أنواعها أسرع وسيلة في زيادة وعي الجمهور كونها تعتمد على قوة الصورة في جذب المشاهد وبالتالي التأثير على سلوكياته إيجابياً، مطالباً وسائل الإعلام وصناع السينما بخلق محتوى ومضمون للتنبيه بأخطائنا تجاه البيئة. من ناحية أخرى أشادت الفنانة يسرا بفكرة المهرجان خاصة وأنها تعد الأولى من نوعها في المنطقة وقالت: السينما العربية تعاني نقصاً كبيراً تجاه الفيلم البيئي، وبالتالي يسعى المهرجان لخلق ثقافة جديدة لدى صناع الأفلام قبل الجمهور، خاصة وأن الأخير لا يقبل الرسالة التوعوية بشكل مباشر أو تكون موجه له، في حين إذا جاءت الرسالة التوعوية بالأخطار البيئية بشكل ضمني وغير مباشر فإن تأثيرها الإيجابي يكون أقوى، وهنا تقع مهمة صناع السينما في خلق مضمون بيئي مناسب لكل فئات المجتمع. وشهد اليوم الأول للفعاليات محاضرة الدكتور إياد بومغلي، المدير والممثّل الأقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، وبحضور الفنانين يسرا وخالد النبوي والدكتور محمد المخزنجي والدكتور علي شراب، استشاري الموارد البشرية ووفد من هيئة البيئة بالكويت وناقشت المحاضرة أهمية صناعة الأفلام البيئية بشكل خاص، لما تمتلكه من قوة لتخطّي الثقافات والبلدان، لتلهم الخيال والإبداع وقدرتها في التأثير على الجماهير، وقال "بومغلي" خلال الندوة، أن التنمية التي تغفل إمكانات استيعاب النظم الطبيعية للأرض -الأيكولوجية- فإنها تؤدي إلى تدهورها، وفي تلك الحال تصبح البيئة عبئاً على التكلفة الاقتصادية المباشرة للتدهور البيئي في بلدان المنطقة العربية كبيرة والتي تتجاوز في كثير من الأحيان معدلات نمو الاقتصاد السنوي لبعض البلدان وتقدر بنحو 2.5-4.8% من إجمالي الناتج المحلي. وتطرقت المحاضرة إلى بعض الأرقام المفزعة عن التدهور البيئيي الذي وصلت له المنطقة، حيث تضاعف معدل إنبعاث ثاني أكسيد الكربون في المنطقة العربية منذ 1991، وأصبح معدل الانبعاثات للفرد الواحد في دول مجلس التعاون 19 طن متري ، أي ثلاثة أضعاف متوسط المنطقة، بسبب ارتفاع مستوى استخدام الطاقة، وكشف "بومغلي" عن وجود 80 مليون إنسان عربي لا يحصلون على مياه آمنة بالقرن الحالي في حين تبدأ بعض الدول الكبرى في البحث عن المياه على كوكب المريخ ، وهناك مائة مليون عربي بدون صرف صحي، كما أن هناك تناقص في أعداد بعض الأنواع السمكية والشعاب المرجانية في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة حيث انتهت 24 بالمائة من الأسماك، و22 بالمائة من الطيور المستوطنة والمهاجرة واختفاء 20 بالمائة من بعض الثدييات. التأثيرات المحتملة لظاهرة تغير المناخ وأضاف المدير والممثّل الأقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة في إقليم غرب آسيا، بالرغم من أن انخفاض مساهمة المنطقة في الإجمالي العالمي لانبعاثات غازات الدفيئة (5%)، إلا أنه من المتوقع أن تكون تأثيراته عالية على المنطقة، وهناك جزءاً كبيراً من المنطقة سيتعرض لأزمات مياه وحالات جفاف خانقة بسبب تراجع معدلات هطول الأمطار، مما سيؤثر على نظم إنتاج الغذاء وانتشار الجوع، بالإضافة لزيادة احتمال الإصابة بالأمراض. وطالب الدكتور إياد بومغلي، بضرورة تعزيز المؤسسات ونظم الحوكمة، وبناء القدرات من أجل التعاون والتنسيق على جميع المستويات من أجل التخطيط المتكامل بين الحكومة والمجتمع المدني، والجهات الفاعلة والقطاع الخاص، وضوروة تقديم المساعدة للبلدان في خلق سياسات متكاملة للاقتصاد الأخضر، وفي ننهاية المحاضرة أشار "بومغلي" إلى أهمية الفيلم السينمائي في دق ناقوس الخطر تجاه ما يحدث على كوكب الأرض.