عدد من أئمة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، شن هجوما حادا على جماعة الإخوان المسلمين، عقب قيام شبابها باقتحام عديد من المساجد وتحويلها إلى سلخانات لتعذيب معارضيهم فى أحداث المقطم التى وقعت يوم الجمعة الماضية أمام مكتب الإرشاد، وقال الأئمة إن من قام بهذا الفعل «ليس بمؤمن ولم يتعلم شيئا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يرجع إلى الله قبل اتخاذ موقفه». إمام أحد المساجد ويدعى الشيخ حسين عنتر، قال إن المساجد بنيت لذكر الله فقط، مشيرا إلى أن الدين الحنيف لا يأمر بالتعذيب، مستدلا بما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم فى أثناء الحروب، مؤكدا أن النبى كان يأمر القادة فى أوقات المعارك التى يباح فيها كل شىء بأن لا يقطعوا نخلة أو يقتلوا شيخا أو طفلا أو امرأة، لافتا إلى أن ما يقوم به أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسى من اعتداء على معارضيهم داخل المساجد، ما هو إلا افتراء وعدم رجوع إلى الله وعدم تقوى، مشيرا إلى أن من فعل هذا الأمر ليس بمؤمن. عنتر أضاف بقوله «لا بد أن يتقى الإخوان الله فى مساجد مصر، فما فعلوه من اعتداءات ضد الشباب داخل المساجد فهْم مغلوط ورسالة خاطئة وصلت إليهم، فلم يفرض النبى الدين الإسلامى بالسيف وإنما بالكلمة والدعوة إلى الله فكيف نجعل المساجد مجزرة بهذا الشكل البشع؟!»، مشيرا إلى أن الله يحرم دم المسلم. الشيخ أحمد عوض، إمام وخطيب أحد المساجد بالأوقاف، قال من جانبه، إنه يجب على الجميع احترام المصلين داخل المساجد، وأن يعاملوا بالحسنى، امتثالا للنبى صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى وجود فرقة بين أبناء الشعب المصرى بسبب وجود الإخوان المسلمين، مضيفا بقوله «نحن جميعا مسلمون.. والإسلام ليس ملكا لجماعة بعينها». وحول قيام شباب الجماعة باقتحام المساجد واستخدامها فى تعذيب معارضيهم، قال الشيخ عوض إن النبى قال «هدم الكعبة أهون عند الله من قتل النفس»، موضحا أن المسجد له حرمة، ناصحا شباب الإخوان الذين اعتدوا على المتظاهرين بتعلم الدين الصحيح وعدم الاستماع إلى الأصوات المتشددة. الشيخ عوض أضاف بقوله «الرسول علمنا وهو رحمة للعالمين أنه لا يجوز التعدى على الأشخاص داخل المساجد، فعندما أتى رجل عربى من البادية وترك الصحراء وبال فى المسجد، اعترض الصحابة وحاولوا التعرض له، فطلب منهم النبى صلى الله عليه وسلم أن يتركوه ولم يقطع عليه النبى بولته حتى انتهى منها، وعلمه برفق أن المساجد لا تصلح فى شىء كهذا وإنها تستخدم للدعوة إلى الله»، مشيرا إلى أن ما حدث داخل المساجد من تعذيب يجب التصدى له بحسم وقوة «فهى أمور ينهى الله عنها ومرفوضة فى ديننا الحنيف» حسب قوله.