أدى الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة في مسجد الفاروق بالتجمع الخامس. وطلب الشيخ سعيد عبد المحسن، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وخطيب مسجد الفاروق، من الرئيس إلقاء كلمة عقب الصلاة فجاء رد الرئيس: "يكفي ما قلت فكثرة الكلاة ينسي بعضه بعضا"، وهى مقولة لأبي بكر الصديق. وقال الشيخ سعيد عبد المحسن، في حضور الدكتور محمد مرسي بصحبة ولديه عبدالله وعمر، إن "شجرة الإسلام أصلها ثابت وفرعها في السماء، أصلها العقيدة في الله، وفروعها العبادات وثمرتها الأخلاق، ومن لا خلق له لا دين له، وقال بعض السلف "الدين كله خلق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين"، مضيفا أن "أزمة أمتنا ليست أزمة انفلات أمني وإنما انفلات أخلاقي، وبالتالي أزمة انفلات في دين الله العظيم". وأضاف الخطيب: "أين الجود والكرم؟ أين الإيثار واحتمال الأذى؟ أين العفو والصفح؟ أين رد السيئة بالحسنة؟ أين حسن معاملة الزوجة وحسن تربية الأبناء؟ إن كثيرا منا حين يعامل غير المسلمين في بلاد الغير يعامل بمعاملة جيدة حتى أن البعض يقول "عاملني معاملة إنجليزي" وهذه أخلاق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). وأوضح "أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حصر وقصر دعوته على إتمام مكارم الأخلاق، لأن العربي القديم كانت عنده أصول الأخلاق، وأبو سفيان وهو كافر كان لايريد أن يقال عنه كذاب، إن الأمة الآن تحتاج إلى إحياء الأخلاق من جديد ، وهذه مهمة رعاة الأمة "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته". وطالب الخطيب بأن "يرعى الجار جاره وأن يهتم الأب بدين ابنه كما يهتم بدنياه"، قائلا: "دستور.. دساتير الدنيا كلها لا تساوي قطرة في بحر دستور الأخلاق في الإسلام"، موضحا أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا شهادة عملية للإسلام. ثم تناول الخطيب الأخلاق في أركان الإسلام الخمسة، موضحا أن "شهادة أن لا إله الا الله تعني أن لا نعبد إلا الله، وأعلى العبادات حب الله، فإذا أحببت الله أحببت ما يحبه الله، فالله محسن غفور جميل نظيف شاكر، وكان في الأثر "تخلقوا بأخلاق الله عزوجل"، أما "أشهد أن محمدا رسول الله"، فتعني التخلق بأخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم). وفي حديثه عن الصلاة، استشهد الخطيب بقوله تعالى: "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، قائلا: "ديننا لا يعرف الانفصام بين الدين والخلق ، كما لايعرف الانفصام بين الدين والسياسة، أما إيتاء الزكاة فليس معناه إخراج مال للفقير فقط، بل هى تطهير قلب الفقير من الحقد والغل وتطهير قلب الغني من الشح، لذا يعلمنا الله "قول معروف ومغفرة خير من صدق يتبعها أذى"، أما الصيام فهو جنة عن الأخلاق السيئة، في حين يأمرنا الله بعدم الرفث والفسوق في الحج ولا يعتدي الحاج على طير أو شجر". وأضاف: "نحتاج من مؤسساتنا الإعلامية والدينية أن تعيد بناء صرح الأخلاق، فكثير من المسلمين يتورع عن السرقة وأكل الحرام ولكنه يأكل الميتة يقول تعالى: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"، حرمة المسلم كحرمة ورقة المصحف"، قائلا: "يقول (صلى الله عليه وسلم) "من أشار إلى أخيه بحديدة لا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها". وأوضح أن "للمسلم حرمة عظيمة عند الله، ودم المسلم من أكبر الكبائر"، محذرا من التورط في العون على قتل مسلم، موجها حديثه لمن يتصدر وسائل الإعلام ويحرض على العنف فيها، مضيفا: "قصاص الدنيا أهون من قصاص الآخرة". وعقب الصلاة قال الخطيب: "كنا نود أن نسمع كلمة من سيادة الرئيس إلا أنه أراد الا يثقل على المصلين"، داعيا الله أن يوفق الرئيس ويرزقه الإخلاص والتوفيق.