أدي اليوم الرئيس محمد مرسي صلاة الجمعة في مسجد الفارق بالتجمع الخامس في ظل اجواء هادئة حيث اتسمت الجمعة التي حضرها الرئيس بعدم وجود أية هتافات لا ضده ولا معه علي عكس الجمع السابقة التي كان يهتف فيها بعض المصلين قبل أو بعد الصلاة كما رفض مرسي القاء كلمة عقب الصلاة رغم دعوة امام المسجد له وحضر مرسمي الجمعة بصحبة ولديه عبدالله وعمر من جانبه بدأالشيخ سعيد عبد المحسن الخطبة بالتأكيد علي ، إن شجرة الاسلام أصلها ثابت وفرعها في السماء ، أصلها العقيدة في الله ، وفروعها العبادات وثمرتها الاخلاق ، ومن لا خلق له لا دين له ، وقال بعض السلف :" الدين كله خلق ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين " ، مضيفا ان أزمة أمتنا ليست ازمة انفلات أمني وانما انفلات أخلاقي ، وبالتالي ازمة انفلات في دين الله العظيم . أضاف الخطيب :" أين الجود والكرم أين الايثار واحتمال الاذى اين العفو والصفح اين رد السيئة بالحسنة اين حسن معاملة الزوجة وحسن تربية الابناء ، إن كثيرا منا حين يعامل غير المسلمين في بلاد الغير يعامل بمعاملة جيده حتى أن البعض يقول ، "عاملني معاملة انجليزي" وهذه اخلاق محمد صلى الله عليه وسلم . واوضح الخطيب ، ان رسول الله حصر وقصر دعوته على اتمام مكارم الاخلاق ، لأن العربي القديم كانت عنده اصول الاخلاق ، موضحا :" ابو سفيان وهو كافركان لايريد ان يقال عنه كذاب "، إن الأمة الآن تحتاج إلى احياء الاخلاق من جديد ، وهذه مهمة رعاة الامة " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " وطالب الخطيب ، أن يرعى الجار جاره وان يهتم الأب بدين ابنه كما يهتم بدنياه ، قائلا :" دستور دساتير الدنيا كلها لا تساوي قطرة في بحر دستور الاخلاق في الاسلام " ، موضحا أن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا شهادة عملية للاسلام . ثم تناول الخطيب الاخلاق في أركان الاسلام الخمس ،موضحا ان شهادة ان لا اله الا الله تعني ان لا نعبد إلا الله ، وأعلى العبادات حب الله ، فإذا أحببت الله أحببت ما يحبه الله ، فالله محسن غفور جميل نظيف شاكر ، وكان في الاثر " تخلقوا باخلاق الله عزوجل " ،أما " أشهد ان محمدا رسول الله " ، فتعني التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم . وفي حديثه عن الصلاة ، استشهد الخطيب بقوله تعالى :" ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ، قائلا :"ديننا لا يعرف الانفصام بين الدين والخلق ، كما لايعرف الانفصام بين الدين والسياسة ، اما ايتاء الزكاة فليس معناه إخراج مال للفقير فقط ، بل هي تطهير قلب الفقير من الحقد والغل وتطهير قلب الغني من الشح ، لذا يعلمنا الله :" قول معروف ومغفرة خير من صدق يتبعها أذى " ، أما الصيام فهو جنة عن الاخلاق السيئة . في حين يامرنا الله بعدم الرفث والفسوق في الحج ولا يعتدي الحاج على طير أو شجر . نحتاج من مؤسساتنا الاعلامية والدينية ان تعيد بناء صرح الاخلاق ن فكثير من المسلمين يتورع عن السرقة وأكل الحرام ولكنه يأكل الميتة يقول تعالى :" ايحب أحدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه " ، حرمة المسلم كحرمة ورقة المصحف ، أضاف الخطيب :" يقول صلى الله عليه وسلم من اشار الى اخيه بحديدة لا تزال الملائكة تلعنه حتى يضعها " . موضحا أن للمسلم حرمة عظيمة عند الله ، ودم المسلم من أكبر الكبائر ، محذرا من التورط في العون على قتل مسلم ، موجها حديثه لمن يتصدر وسائل الاعلام ويحرض على العنف فيها ، مضيفا "قصاص الدنيا أهون من قصاص الآخرة" وعقب الصلاة ، قال الخطيب ، كنا نود ان نسمع كلمة من سيادة الرئيس إلا أنه أراد ان لايثقل على المصلين ، داعيا الله ان يوفق الرئيس ويرزقه الاخلاص والتوفيق