أظهرت دراسة نشرها المعهد الوطني للصحة والابحاث الطبية في فرنسا أن البدانة قد تفاقم الاضرار التي تلحق بالدماغ من جراء مرض الزهايمر. وبينت هذه الدراسة التي أجراها الباحثون على فئران معدلة وراثيا أن البدانة قد تفاقم النقص في الادراك وتلف الدماغ المرافقين لمرض الزهايمر. وتسلط هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "دايابيتس" الضوء على أن الاضطرابات الايضية قد تلعب دورا في تطور الخرف، بحسب ما يقول ديفيد بلام المسؤول عن الابحاث في المعهد. ويعتبر مرض الزهايمر والامراض المماثلة له السبب الأول لفقدان الوظائف الفكرية المرتبطة بالعمر. وينتج تدهور الادراك المرافق لهذه الأمراض عن نوعين من الاضرار، أولهما تشكل "طبقات" نشوانية خارج العصبونات وثانيهما تراكم بروتينات "تاو" غير طبيعية داخل العصوبنات. ومع أن العلماء كانوا يعرفون أن للبدانة دورا في تشكل الطبقات النشوانية، إلا أنهم لم يتمكنوا من توضيح تأثيرها على تراكم بروتينات "تاو" غير طبيعية داخل العصبونات. فاستخدم الباحثون التابعون لفريق الدكتور لوك بوييه فئرانا تم تعديلها وراثيا كي تصاب تدريجا مع التقدم في السن بتدهور في الدماغ مرتبط ببروتينات "تاو". وأخضعوا هذه الفئران لمدة خمسة أشهر لحمية غنية بالدهون، ما ادى إلى اصابتها ببدانة تدريجية. ويقول ديفيد بلوم "بعد انتهاء الحمية، أصيبت الفئران باضطرابات كبيرة في الذاكرة وفي بروتينات +تاو+". ويعمل الباحثون حاليا على تحديد العوامل المسؤولة عن هذه الاضطرابات. وقد اجرى الباحثون اخيرا اختبارات علاجية في المرحلة النهائية شملت جزيئات تقضي وظيفتها بمكافحة الترسبات أو الطبقات النشوانية، لكن هذه الاختبارات باءت بالفشل. ويقول ديفيد بلام إن "معالجة الاضرار المرتبطة ببروتين +تاو+ قد تشكل حلا بديلا أو مقاربة تكميلية. ونحن نجري حاليا اختبارات في هذا الاطار". ويضيف أن "تحديد العوامل التي تفاقم الاضرار المرتبطة ببروتين +تاو+ قد يؤدي الى آفاق علاجية مثيرة للاهتمام".