هاجم حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، مؤسس التيار الشعبي جماعة الإخوان المسلمين قائلاً: الذين يحكمونا الآن لا أنتظر منهم شيئاً لإدراكي تكوينهم واختياراتهم وانحيازاتهم وطبيعة سياستهم، إضافة إلى عجزهم فى تحقيق آمال الشعب المصرى مما يجعل المصريين يسقطونهم فى صندوق الانتخابات الذى لن يستطيعوا السيطرة عليه، فكلما سيطروا على السلطات، خسروا رصيدهم فى الشارع. وأضاف صباحي خلال المؤتمر الكاثوليكي السنوي العام بدير الفرانسيسكان بالمقطم مساء أمس، أن فوز الإخوان فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية بسبب عجز النخب والقيادات المدنية التى تشكل أغلبية غير موحدة ومفرقة بين أحزاب وجبهات. وشدد صباحى على أن معركة الديمقراطية قادمة وهى دستور وانتخابات، لافتاً إلى أن انتخابات المحليات أهم من مجلس الشعب والانتخابات الأخيرة أهم من الرئاسة وعلى الحركة الوطنية المصرية أن تتوحد، مضيفا:" لو توحدنا سنمنع أى جماعة من الاستيلاء على البلد، ولن يأتى ذلك إلا بالعمل فى الشارع الذى لن نعطيه “زيت وسكر" بل حوار ويقظة ووعى، فلا نريد إعطاء زيت وسكر بل عدالة اجتماعية ليشترى بنفسه فهي ليست صدقة، وهذا فرق بين الاقتصاد الذى ننادى به وبين اقتصاد الإخوان فاقتصادهم الوجه الآخر للحزب الوطني، والعدالة الاجتماعية لديهم صدقة وذكاة أما لدينا هي حقوق للمصريين". وطلب من الشباب عدم التعصب قائلاً: "نريد أن نرى شباب مؤمن ولكن لا يستخدم الدين لإشاعة التعصب والكراهية والتفريق بين المصريين، فهذا ضد جوهر الدين. وطمأن صباحى المسيحيين قائلاً: "لا تخشوا من اشتراكيتي هدفي ألا يكون فى مصر فقير ومحتاج كما كانت الجماعة المسيحية الأولى، وكما تعلمت من القرآن النضال من أجل الفقراء، مستشهداً:" ومالكم لا تقاتلون فى سبيل الله والمستضعفين"، مضيفا: فالله جعل القتال فى سبيله مثل القتال من أجل المستضعفين، لا أريد أن أفقر الأغنياء ولكني أريد أن أغني الفقير وما أريده أخذ حقوقنا المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأنتم ستشاركوني فى تطبيق ذلك فى الجولة الأخرى فى الانتخابات الرئاسية. وتحدث صباحى عن المحبة والعدل قائلاً : " الانتصار للمظلومين والمستضعفين والفقراء لن يتم بإقامة الصلوات فى الكنائس والشعائر فى المساجد ثم الانعزال عن الفقراء واحتياجاتهم ورفع الظلم عنهم، لذا يجب أداء دور سياسى واجتماعى وأن نكون وسط الناس لتحقيق لهم ما يحق لهم من حقوق مسلوبة، فالانخراط فى السياسة هو تعبير عن صحيح الإيمان المعاش. استشهد صباحى بمقولة الأب فرانسفون رافيون:" من الأفضل أن ينكر الإنسان الله، ويكون قادراً على الألم والموت فى سبيل العدل من أن يؤمن بإله لا يأمر بالألم والموت فى سبيل العدل"، قائلاً، قد تكون هناك مبالغة فى النص ولكن النضال من أجل العدل هو الهدف. وأضاف صباحى أن المحبة المسيحية فى جوهرها حياة فى سبيل العدل أيضا، فأكثر شىء تحتاجه مصر هى العدل والمحبة، لقد ملأت مصر جوراً وشاعت فيها الكراهية، مضيفاً، أن العدل يستلزم إقامة مجتمع ودولة المساواة وتكافؤ الفرص، لذا نضالنا هو نضال من أجل دستور يعبر عن كل المصريين لدولة ديمقراطية مدنية حديثة لا عسكرية ولا دينية ولا بوليسية ولا لفصيل معين، وسوف نجعل للسياسة طعم أخلاقي وليست صراعات وخدع. وأشار صباحي إلى أنه ضد القرض الذى طلبه “مرسي" رئيس الجمهورية من صندوق النقد الدولى، قائلاً: بغض النظر عن الرأي الديني ولكني أعتقد أن مؤسسات التمويل الكبرى هى أدوات لنظام عولمة متوحشة لتركز السلطة فى أيدى دول بعينيها وضغط على الشعوب الفقيرة فى العالم ولن نتقدم إلا بالاعتماد على الذات، موضحاً أنه كان لدينا بدائل منها أن هناك 10 مليارات دولار مملوكة لهيئات عامة مصرية فى إيداعات البنوك كان ممكن إعطاء 5 مليارات إلى البنك المركزي المصري.