تواصلت المظاهرات الاحتجاجية في السودان اعتراضا على الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. فقد فرقت قوات الشرطة السودانية اليوم الثلاثاء مظاهرة لطلاب جامعة الخرطوم بعد وصولهم إلى الشارع الرئيسي, وطوقت أرتال من قوات الشرطة والأمن حرم الجامعة لمنع المتظاهرين من النزول إلى الشارع مجددا, وفقا للجزيرة نت. وهتف الطلاب الذين تجمعوا منذ الصباح بإسقاط النظام وضد الغلاء. وأبلغ شهود عيان باعتقال مجموعة من الطلاب وإصابة آخرين جراء استخدام أفراد الشرطة الهري لتفريق المحتجين. وقد دفعت المظاهرات أجهزة الأمن في السودان لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة بين الطلاب والنشطاء السياسيين. وقالت المجموعة السودانية للدفاع عن الحريات والحقوق أن مئات من النشطاء والطلاب ما زالوا معتقلين. وأعرب الدكتور نافع علي نافع - مساعد الرئيس السوداني - عن اعتقاده بأن الإصلاحات التي يَجري تنفيذها سيلمس المواطن مردودها خلال الفترة القليلة القادمة. وتحدث نافع عن محاولات تقوم بها "دوائر صهيونية" داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها لاستغلال القرارات الاقتصادية الأخيرة بالداخل لإحداث عدم الاستقرار الأمني والسياسي في السودان. وقال نافع: "الدولة تمتلك جميع المعلومات والأدلة التي تؤكد وجود التنسيق التام للحركات الدارفورية المسلحة ودولة الجنوب وواجهاتها السياسية مع الدوائر الصهيونية النافذة في المؤسسات الرسمية الأمريكية؛ لضرورة تخريب المنشآت الاقتصادية للسودان، وخاصة قطاع البترول بغرض إحداث هزة اقتصادية بالبلاد". وأضاف مساعد الرئيس السوداني وفق مركز السودان للخدمات الصحافية: "تجربة الإنقاذ الأولى في التحرير الاقتصادي أثبتت نتائجها بالانتعاش الاقتصادي الكبير وزيادة الدخل القومي بشهادة الصناديق الاقتصادية الدولية، على الرغم من الظروف التي كانت تواجه الدولة من حروب مفروضة عليها من كل الجهات". وأردف المسئول السوداني البارز: "الوضع الآن أفضل مما كان عليه بجانب وعي المواطن الذي أسهم في تحريك الاقتصاد". وأكد نافع قدرة الحكومة على استعادة الاستقرار الاقتصادي في فترة لا تتجاوز العام، وذلك من خلال حزمة المعالجات الاقتصادية التي اتبعتها الدولة مؤخرًا.