ذهبت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن كلمة الزعيم الكوبى فيدل كاسترو التى ألقاها علانية مساء السبت لأول مرة منذ نحو أربعة أعوام قد أثارت تساؤلات حول إمكانية استعادة القائد التاريخى لثورة كوبا لجزء من دوره القيادى الذى تخلى عنه طواعية لشقيقه راؤول كاسترو. ولاحظت صحيفة الجارديان فى سياق تقرير بثته الاحد على موقعها الإلكترونى على الانترنت أن فيدل كاسترو - الذى يناهز الرابعة والثمانين عاما - بدا فى خطابه القصير مفعما بالحياة وفى صحة جيدة فيما بدا استقبال نواب الشعب الكوبى له مؤثرا وحماسيا للغاية. واعتبرت الصحيفة أن الكلمة القصيرة التى ألقاها فيدل كاسترو فى برلمان بلاده لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تخلو من دلالات سياسية داخلية حتى ولو لم يتطرق فيها للأوضاع داخل بلاده مكتفيا بالتركيز على الأوضاع الخارجية وتحذير الأمريكيين من خطورة إقدامهم على شن حرب ضد إيران. ومع ذلك فقد أعادت الصحيفة البريطانية للأذهان أن فيدل كاسترو لم يتجاوز زمن خطابه أمس ال 11 دقيقة وهو الرجل الذى كانت خطبه فى الماضى تستغرق عدة ساعات إبان عنفوانه كرئيس لبلاده لردح من الزمان طال حتى بلغ ال 49 عاما . كما أعادت الجارديان للأذهان أن القائد التاريخى للثورة الكوبية كان قد حذر منذ عدة أشهر فى مقالات نشرتها صحف بلاده من خطورة الضغوط الأمريكية على إيران والتى يمكن أن تشعل حربا نووية عالمية على حد قوله. وكان الرئيس الكوبى السابق فيدل كاسترو قد حذر الولاياتالمتحدة من تداعيات شن حرب نووية على إيران. وأعلن كاسترو تعافيه بشكل كامل من المشاكل الصحية الخطيرة التى عانى منها خلال السنوات القليلة الماضية، وبدأ خلال الشهر الجاري اغسطس/ آب فى الظهور بشكل علنى عدة مرات، حيث قام بزيارة مفاجئة إلى معهد علمى فى هافانا بمناسبة الذكرى ال 45 لتأسيسه، ثم أجرى مقابلة تليفزيونية أعرب خلالها عن اعتقاده بأن العالم على شفا حرب نووية، وذلك قبل أن يقوم بزيارة لمعهد أكاديمى متخصص فى الاقتصاد، ومتحف الأحياء المائية الوطنى فى هافانا. وكان فيدل كاسترو يعانى من اعتلال فى الصحة منذ خضوعه لعملية جراحية فى يوليو/ تموز عام 2006 لمرض فى الأمعاء لم تكشف السلطات الكوبية النقاب عنه حتى الآن، وتخلى تدريجيا عن السلطة لشقيقه راؤول منذ فبراير 2008. وقال الرئيس الكوبى راؤول كاسترو مؤخرا إن دور الدولة سيتم تقليصه فى بعض القطاعات، وسسيمح لعدد أكبر بالعمل لصالحهم أو بدء مشاريع عمل صغيرة، غير أن كاسترو أوضح أنه لا يخطط لإجراء إصلاحات ضخمة فى السوق لإنعاش اقتصاد الجزيرة الشيوعية الذى يعانى من مشاكل عدة. ومع أن راؤول كاسترو أصر على أن "الشيوعية لا رجعة فيها"، إلا أنه أكد أنه يدرك أن الشعب الكوبى يتوقع اتخاذ إجراءات تنتزع البلاد من براثن الأزمة الاقتصادية الشديدة، لافتا إلى أنه سيتم رفع بعض القيود على إصدار تراخيص عمل لمشاريع صغيرة ويسمح لأصحابها بتشغيل عاملين فيها.