كانت شبكة الانترنت أمس بما تحتويه من مواقع تواصل اجتماعي شهيرة على رأسها ال Face Book وtweeter والمدونات الالكترونية على موعد مع تفاعل حامي الوطيس تجاه القصف الاسرائيلي لسفينة الاغاثة فكان انتشار الخبر أولا والاستنكار ثانيا والدعوة إلى الاعتصام ثالثا أسرع من انتشار النار في الهشيم ما أرجع إلى الأذهان صورة التلاحم الكويتي الجميل خلال المصائب والأزمات. فعلى موقع ال face book غير الكثير من المستخدمين صور ملفاتهم الشخصية إلى ما يعبر عن تضامنهم مع القافلة بعد أن بدأ سرد الخبر والتعليق عليه منذ الصباح الباكر مصحوبا بعبارات التحسب والدعاء والاستنكار في حين وصلت المسألة إلى تأسيس مجموعة خاصة للاعتصام الذي أقيم لاحقا في ساحة الإرادة فاق عدد المشتركين فيه المئات خلال ساعة واحدة فقط! موقع tweeter كان أقل فاعلية من سابقه لا سيما أنه يعتمد في نشاطه على نقل الخبر أولا بأول فيما الأخبار من المصدر شبه مقطوعة أو لا يمكن التعويل على مصداقيتها، ورغم ذلك وجد المستخدمون في الموقع ما يساهم في نشر آرائهم وتعليقاتهم. أما المدونات الإلكترونية فكانت أكثر فاعلية من المواقع الالكترونية الأخرى حيث تسابق المدونون الى نشر آرائهم مصحوبة بتحديثات مستمرة حول عدد القتلى والجرحى فضلا عن الدعوات إلى المشاركة في الاعتصام المقرر مساء. ولعل المدونات التي كانت تنقل الأحداث من على السفينة أثقلت بالزوار أكثر من غيرها لا سيما أن الكل يريد معرفة التفاصيل ممن هم في قلب الحدث إلا أن الآمال تلاشت بعد معرفة منع الاسرائيليين وتشويشهم على كل وسائل الاتصال والتكنولوجيا. وبدا لافتا أن مختلف فئات المجتمع أبدت تضامنها مع الكويتيين وعامة المتواجدين على السفينة فلم يكن للانتماء الثاني أي دور في التضامن بل كان الانتماء الأول للوطن هو ما جمع مستخدمي الشبكة العنكبوتية الذين تغلب عليهم فئة الشباب. وحظيت المواقع الاخبارية والتابع بعضها لقنوات اخبارية تلفزيونية بنسبة زيارات مرتفعة تركز معظمها على الموضوعات المرتبطة بأسطول الحرية، وتمازجت فيها التعليقات بالسخرية من الواقع العربي والدعوة إلى التفاعل الفوري والنقمة على الأوضاع السياسية في البلدان العربية!