كشفت مجلة "الثقافة الجديدة" الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في عددها الأخير،عن كتاب لم يطبع للقيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، كتبه من داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي تحت عنوان "مقاومة الاعتقال"يروي فيه الواقع المرير الذي يعانيه الأسري الفلسطينيون. وقد اكد رئيس تحرير المجلة طارق الطاهر،الذي قام بعرض تفصيلى لمحتوي الكتاب بالمجلة، ان إنفراد المجلة بنشر أجزاء كبيرة من هذا الكتاب فى هذا التوقيت يعد حدثا فى حد ذاته، خاصة وأن من كتبوه ثلاثة من كبار زعماء المقاومة من حركة "فتح" مروان البرغوثي المعتقل من عام 2002، وعبد الناصر شاكر عيسي أحد مؤسسي وقادة كتائب "القسام" والمعتقل منذ عام 1995، وعاهد غلمة رئيس اللجنة القيادية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمعتقل منذ عام 2002 بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفى . وأوضح الطاهر- فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط -أن الكتاب فريد من نوعه لانه مؤلفيه مازالوا أسري بسجون الاحتلال، ويتعرض لموضوع حساس للشعب الفلسطيني حيث يلقى الضوء على قضية الاعتقالات ومايحدث للمعتقل من انتهاكات داخل السجون الإسرائيلية بالإضافة لبيان صورية المحاكم الإسرائيلية,والانتهاكات القانونية والجسدية التى يتعرض لها الأسير من قبل إسرائيل. وأشار إلى أن الكتاب يعرض لتطوير إسرائيل أدوات مواجهة الشعب الفلسطينى تسعى من خلالها إلى إرهاب المعتقلين بأساليب عنيفة مبتكرة لمواجهة المعتقلين والنيل منهم..ويؤكد أن الهدف الأساسى هو إرهاب المعتقلين وعدم إعطائهم أى حق استنادا إلى قدرة الإسرائيليين على انتهاك الحقوق الإنسانية والقانونية للفلسطينيين . ووصف الطاهر الكتاب بأنه "وثيقة إدانة ليس فقط للإسرائيليين, وإنما لكل من يقرؤه ولا يحركون ساكنا"، وهو وثيقة إدانة للمنظمات الدولية التى تتشدق بحقوق الإنسان ولبعض المسئولين الفلسطينيين الذين لايتعاملون مع جريمة الاعتقال بالمستوى المطلوب. أما الهدف الرئيسى للكتاب، كما جاء فى مقدمته، فهو تسليط الضوء على جريمة الاعتقال، وكشف مدى خطورتها على الشعب الفلسطينى، وكشف أساليب ووسائل وأهداف الاحتلال من وراء سياسة الاعتقال الواسعة..كما يقدم رؤية لأفضل الوسائل والأساليب الناجحة لمقاومة الاعتقال كجزء مهم فى مسيرة مقاومة الاحتلال ، وحماية بنية فصائل المقاومة ومجموعات المقاومة، كما يقدم شرحا واضحاعن وسائل وأساليب المخابرات الإسرائيلية، فى جمع المعلومات، وفى مراقبة ومتابعة وملاحقة المناضلين والمجاهدين واعتقالهم. ويسلط الكتاب الضوء على أساليب التحقيق التى تمارسها أجهزة المخابرات الإسرائيلية, مع المعتقلين لانتزاع الاعترافات والإيقاع بهم وخداعهم..ويسلط الضوء على أبرز ممارسات التعذيب والتنكيل,وعلى مدى الضرر البالغ الذى يلحق بالمقاومة وفصائلها ومناضليها نتيجة الاعتقالات. الكتاب يركز على فكرة أن الأسرى وهم داخل المعتقلات الإسرائيلية لا يستسلمون، بل يبتكرون من الأدوات ما تجعلهم يقاومون الممارسات الاحتلالية واللا إنسانية من أهمها :سعى الأسرى إلى تعزيز وتوثيق العلاقات التنظيمية بين السجون للوقوف صفا واحدا فى وجه سياسات إدارة السجون، لذلك سعت بعض التنظيمات لإيجاد هيئة علياأو قيادة موحدة لها، ومن ثم دارسة إمكانية إيجاد لجنة وطنية عليا موحدة لكل السجون.