نحن الآن في مدن مختلفة.. مدن يصنعها خيال الأطفال.. يرسمونها ببراءة ممزوجة بمعاناة الواقع، صورة على الكمبيوتر لحياة يتخيلونها ومدن للمستقبل يحلمون بالعيش فيها. هذه التجربة الحية احتضنتها مدينة مبارك للتعليم بالسادس من أكتوبر. اجتمع فيها على مدى 3 أيام أطفال من 70 مدرسة من المدارس الإعدادية يمثلون 22 محافظة من محافظات مصر في نهائيات "مسابقة مدينة المستقبل 2010" في دورتها الثالثة تحت رعاية وزارة التربية والتعليم المصرية، حيث يتبارى طلاب وطالبات المدارس المصرية في وضع خطط وتصميمات معمارية لما يتوقعون أن تكون عليه مدينة المستقبل. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net كان هناك ليرى تجربة هؤلاء الأطفال وهم يعرضون نماذج لمدنهم ، يتخيلونها بدون زحام تملؤها الأشجار الخضراء، وشوارعها خالية من القمامة، وينعم مواطنوها بحياة هنية. نتائج المسابقة حصل فيها تلاميذ مدارس الأقاليم على المراكز الأولى وتفوقوا على طلاب العاصمة؛ حيث فازت بالمركز الأول مدرسة "عزة زيدان للغات" بالفيوم. وفازت مدرسة "اللغات التجريبية" بسوهاج بالمركز الثاني في حين حصدت مدرسة "أم المؤمنين بنات" بأسيوط المركز الثالث. وأكد د. أحمد طوبار مستشار وزير التربية والتعليم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن التصميمات التي وضعها الأطفال تثبت أن "الشباب يعرفون مشاكل بلدهم ويبحثون عن حلول لها". وقال إن "الأفكار رائعة بالنسبة لهذا العمر، وتنفيذ بعض التصميمات جميل جدا". وأضاف أنه يتضح من طرق عرض الشباب لمشروعاتهم أنهم تلقوا تدريبا جيدا على البرنامج، وأنهم يتمتعون بروح الفريق. كما أن الأدوات المستخدمة رخيصة جدا وموجودة في أيدي كل الناس. وقال "إن شبابنا مبتكرون إلى حد كبير في سن صغيرة ونأمل أن يكونوا عباقرة يرفعوا من شأن الوطن". وأوضح د. محمد علي أبو الدهب مدير مشروع الجودة بوزارة التربية والتعليم ورئيس يوم الهندسة المصري - الذي تنظمه جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات ورابطة شباب الخريجين فرع مصر - أن المسابقة خاصة بتلاميذ المرحلة الإعدادية من سن 11 إلى 14 سنة، حيث يقوم كل تلميذ بتصميم مدينة للمستقبل يراعي فيها أعداد السكان وعلاقتها بالمساحة بحيث توفر سهولة الحركة لقاطني المدينة وفي الوقت نفسه تضم الخدمات والمصالح الضرورية للسكان. ويجب أيضا أن يراعي الظروف المناخية التي تختلف تبعا لموقع المدينة؛ فمثلا يجب أن يعمل على التغلب على الأمطار إذا وجدت ويجب أن يزيد من مساحة الخضرة إذا كانت المدينة صناعية. وأضاف د. أبو الدهب أن التلميذ يستخدم الإمكانات المتاحة في البيئة المحيطة به لينفذ بها نموذج المدينة من علب المياه الغازية والسي دي القديمة وشرائط الكاسيت بل وعلب الزبادي وعلب الأدوية الفارغة وزجاجات البلاستيك وغيرها. ثم استطرد د. محمد أبو الدهب قائلا إن "الأولاد روحهم عالية وأهم ما في الموضوع إن المسابقة لم تعطلهم عن المذاكرة". وأضاف أن من بين هؤلاء الأولاد من هم في الشهادة الإعدادية الذين أكدوا أنهم عملوا في أيام الخميس والجمعة.