بدأ وضع الأسس والمرتكزات الأولية لمنظمة تنمية الجنوب الأفريقي "السادك" منذ مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي وذلك بإنشاء مؤتمر تنسيق التنمية للجنوب الإفريقي الذي ضم في عضويته الدول المحيطة بجنوب إفريقيا وعرفت حينها بدول المواجهة ، ولكن وبعد مرور عشر سنوات على إنشاء ذلك المؤتمر أدركت هذه الدول أنها في حاجة لتوسيع وتغيير هيكلية ومهام هذا التنظيم ووضع أهداف ومبادئ جديدة له تستوعب المتغيرات التي شهدتها بلدان المنطقة وأهمها انتهاء نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا ودخول العالم في مرحلة بناء التجمعات والتكتلات الإقليمية والدولية. على ضوء كل ذلك تم الإعلان في وندهوك بناميبيا في شهر أغسطس/آب عام 1992 عن ميلاد منظمة تنمية الجنوب الأفريقي "السادك" لتحل محل مؤتمر تنسيق تنمية الجنوب الإفريقي وتركزت أهدافها حول تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي ، وتخفيف حدة الفقر والجوع ، والرفع من المستوى المعيشي لشعوب البلدان الأعضاء، وتعميق ودعم العلاقات والروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين شعوب المنطقة، وتبني قيمًا ونظمًا سياسية واقتصادية واجتماعية لتعزيز القدرة التنافسية بين المؤسسات الإنتاجية، وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. وتضم منظمة تنمية الجنوب الأفريقي "السادك" في عضويتها أربع عشرة دولة وهي انجولا، وبتسوانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وليسوتو، ومالاوي ، ومورشيوس، وموزمبيق، وناميبيا، وسيشل، وجنوب إفريقيا، وسوازيلاند ، وتنزانيا، وزامبيا، وزيمبابوي. تقدر المساحة الإجمالية لبلدان هذه المنظمة بنحو 26%من إجمالي مساحة القارة الإفريقية ، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 190مليون نسمة نصفهم تقريبا يواجهون متاعب معيشية جمة ويعيشون تحت خط الفقر فيما يبلغ الناتج المحلي لهذه الدول حوالي 230 مليار دولار حسب تقديرات عام 2002. وتضطلع منظمة تنمية الجنوب الأفريقي "السادك" بمهام ومسئوليات كثيرة في نشر وتعزيز الأمن والسلام في المنطقة من خلال الجهاز السياسي والدفاعي والأمني الذي أنشأته عام 1996 وتعد هذه المنظمة أحد الروافد الأساسية للاتحاد الإفريقي العظيم ، وتقوم إلى جانب البلدان الإفريقية الأخرى بدور إيجابي لتفعيل وإنجاح أهداف هذا الاتحاد وتحقيق طموحات الشعوب الإفريقية في التنمية والاستقرار.