"قصيدة" وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية، (ايباك) استثارت أقلام الكتاب في الصحف العربية حتى وصف داود الشريان في جريدة"الحياة" كلينتون بأم العروس فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية متفاخرة بأنها من العائلة اليهودية، خصوصاً أن ابنتها تشيلسي على وشك الزواج بشاب يهودي. وتحدثت بعاطفة جياشة عن إسرائيل عبرت عنها جريدة"الخليج" في افتتاحيتها تقول: فاضت مشاعر الغزل الأمريكي ب “إسرائيل”، نظمتها هيلاري كلينتون قصيدةً عصماء أمام عتاة أركان اللوبي الصهيوني ونعود لمقال داود الشريان الذي لفت النظر الى أن كلينتون أشارت الى موقف يسترعي الاهتمام يقول: رغم إنه لم يكن جديداً إلا انه لم يكن بهذا الوضوح في الماضي، فهي لمحت الى أن أميركا تريد من إسرائيل أن تساعدها في توفير المساعدة الجوهرية لها، والمتمثلة أصلاً بضمان المصالح الأميركية في المنطقة، وأن عدم مسايرة حكومة إسرائيل المصالح الأميركية يضر في النهاية بمصالح الدولة العبرية. ويوضح...في الماضي كانت الإدارات الأميركية المتعاقبة، تتحدث بوضوح عن أمن إسرائيل، لكن هذا الموقف لا يُربط في شكل علني بأمن أميركا. ولم نَعتَد من السياسيين الأميركيين الحديث بوضوح عن مبدأ ضرورة مسايرة سياسة إسرائيل للسياسة الأميركية، فضلاً عن أن الوزيرة ربطت بين التسوية في فلسطين، ومواجهة المشروع النووي الإيراني، والرافضين للسياسة الأميركية في المنطقة. ولتأكيد طرحها الجديد، نقلت هيلاري تصور إدارة أوباما الذي يستند إلى محاولة الفصل بين الموقف الثابت والجلي من أمن إسرائيل ومستقبلها، وبين الموقف من سياسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا ايضاً تغيّر في الخطاب الأميركي تجاه الدولة العبرية. ويضيف....لا شك في ان موقف واشنطن من الاستيطان كان خجولاً، وغير متفق مع موقف اللجنة الرباعية، والموقف الأوروبي، وهو بالتأكيد مخيّب للفلسطينيين والعرب. فالوزيرة الأميركية تحدثت عن معارضتها البناء في القدسالشرقية، باعتبارها مدينة مهمة لليهود والمسلمين والمسيحيين.، لكنها أحالت القضية على المفاوضات، كأنها تقول ان ليس للمسلمين سوى الثلث، والثلت كثير. الأكيد ان الحديث عن ضرورة مسايرة اسرائيل المصالح الأميركية في المنطقة، وربطه بموقف واشنطن من أمن إسرائيل بهذا الوضوح، يعتبر امراً جديداً في الخطاب السياسي الأميركي. واذا افترضنا ان هذا الخطاب مؤشر الى ان الولاياتالمتحدة لم تعد تنظر الى المنطقة من خلال إسرائيل فحسب، فإن العرب مطالبون بعدم النظر الى اميركا من خلال اسرائيل ايضاً، ولا بد من معاودة التعامل مع واشنطن من خلال لغة المصالح، وتشجيع هذا التوجه. جريدة"الخليج" أخذت من خطاب كلينتون المعنى النهائي وهو: الاستيطان سيستمر، والأرض خارج النقاش، ومثلها القدس وحق العودة . وانتقلت الى موقف العرب تقول: ما الذي ينتظره العرب والسلطة الفلسطينية؟ دورة جديدة من الكلام . سيأخذون من قصيدة هيلاري الغزلية ب “إسرائيل” بعض الملاحظات حول الاستيطان باعتباره يقوّض جهود السلام، وعن التزام حل الدولتين، ويتجاهلون كل ما تبقى من التزامات أمريكية تجاه الاحتلال وإرهابه، ومن إملاءات على العرب والسلطة القيام بها . وأضافت: الآن، والقمة العربية الدورية على الأبواب، هل يتعاطى العرب بموقف مسؤول مع جوهر الموقف الأمريكي المتماهي مع الاحتلال الصهيوني، ويهملون القشور التي تعرضوا لغشها، عقداً وراء عقد، وعهداً وراء عهد، أم أن حليمة لن تغادر عادتها القديمة، ويؤتى بالبيانات السابقة، بيانات القمم السابقة، ويعاد تدويرها، لتدبيج بيان جديد يبقي الحال على حاله؟