صوت الشارع وضجيجه وترابه يقنعون السائرين في الطريق بالإسراع في سيرهم تجنبا لضجيج الطريق وزحامه. تظهر في خلفية الصورة بدلة ميري لضابط بوليس.. في نفس الوقت تقف سيارة مدنية في مكان يمنع فيه الوقوف يري الضابط مايجري من مكانه ويغادر مكانه ويتجه نحو السيارة المخالفة. يدور الحوار بين الضابط والمواطن.. يقول الضابط للمواطن.أنت تقف في الممنوع تحت لافتة المنع مباشرة قال المواطن للضابط دعني لمأساتي.. انني أبحث عن كيس للدم, وابني الطفل الرضيع يوشك أن يموت إذا لم نجد له كيسا من الدم.. الطفل البالغ من العمر عشرة ايام ماذا كان تصرف الضباط وتصرف المواطن؟ كان الضابط يستطيع أن يحرر مخالفة له, وكان يستطيع أن يستثنيه بسبب ظروفه السيئة, ولكن الضباط فعل شيئا غير هذا وذاك. لقد دخل الي المستشفي وتبرع بدمه من أجل الطفل الرضيع صاحب الأيام العشرة.لقد تصرف الضابط تصرف فارس نبيل, هذا ما فعله الملازم أول خالد الحسيني الضابط بمرور القاهرة. أما المواطن المصري فقد هزته هذه المعاملة وارسل برقيتين, برقية للسيد حبيب العادلي, وبرقية أخري لمدير امن القاهرة اسماعيل الشاعر. يقول المفكرون: إن كل انسان منا داخله أمير نائم وعندما يستيقظ هذا الامير يصنع العجائب. لقد استطاع الضابط أن يتصرف تصرفا إنسانيا شهما يؤكد لنا أن مصر بخير. ** نقلا عن جريدة الاهرام المصرية