المعركة حول جدول أعمال مؤتمر بشأن الدولة الفلسطينية تعطي وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لمحة عن العملية المرهقة التي تنتظرها عندما يدخل الطرفان في مفاوضات رسمية ان بدأت. وقال مفاوضون سابقون ان فرص احراز نجاح في نهاية المطاف محدودة في أفضل الاحوال ما لم تتمكن ادارة الرئيس جورج بوش التي سخرت ذات مرة مما وصفته بأنه دبلوماسية »مفارقة للواقع« للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون من دفع الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني لتحمل المخاطر التي رفض سلفهما تحملها. ولم تكن الدبلوماسية المكوكية التي قامت بها رايس على مدى أربعة أيام في الاسبوع الماضي كافية لتضييق الفجوات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن وثيقة مشتركة ينويان تقديمها للمؤتمر الذي ترعاه الولاياتالمتحدة في أنابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر أو ديسمبر. وحتى لو تم الاتفاق على وثيقة للمؤتمر فانه قد يثبت أن التحدي التالي أمام رايس وهو دفع أولمرت وعباس لبدء محادثات رسمية حول اقامة دولة فلسطينية والسعي للتوصل الى اتفاق قبل أن يترك الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه بات أمرا مستحيلا. وكثير من التنازلات التي يتعين على أولمرت تقديمها للتوصل الى اتفاق مع عباس من تقسيم القدس وأماكنها المقدسة الى سحب المستوطنين اليهود من الضفة الغربيةالمحتلة من شأنها أن تؤدي الى انهيار حكومته الائتلافية مؤذنة بانتخابات جديدة قد تصيب تحركات السلام في الفترة المتبقية لبوش بشلل. والموقف العام لعباس الذي خسر السيطرة على قطاع غزة في يونيو الماضي لصالح حركة المقاومةالاسلامية (حماس) التي فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006 قد يكون هو الاخر صعبا اذا تعثرت المحادثات. وقال ارون ديفيد ميلر الذي عمل مستشارا للمفاوضات العربية الاسرائيلية لستة من وزراء الخارجية الامريكيين ان تعثر المحادثات »سيدفن عباس ويعزز حماس ويقوض بالفعل مصداقية الامريكيين المتدنية بالفعل«. والاتفاق بين المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين والامريكيين السابقين هو أن نقطة الانطلاق لاستئناف المحادثات يجب أن تكون من حيث انتهى الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون. وانتقد عدد من مساعدي بوش مساعي كلينتون للوساطة من أجل التوصل لاتفاق للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل أن يترك منصبه. وفي أوائل عام 2002 أشار أري فليشر المتحدث باسم البيت الابيض انذاك الى ان محاولة كلينتون المبالغ فيها أثارت توقعات غير واقعية انتهت الى اقتتال. ويقول مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون ان فشلا اخر قد يشعل العنف. وأشار فليشر هذا الاسبوع الى »القلق المتزايد« بشأن مؤتمر أنابوليس واحتمال أن تفرض »ضغوط غير لازمة« على اسرائيل لكنه قال ان ادارة بوش تعرف المخاطر والقيود. وقالت رايس ان المفاوضين الحاليين في حاجة لان يعملوا بأنفسهم في هذه القضايا التي تشمل الحدود ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية. وقالت رايس عند سؤالها عن مقترحات كلينتون »سيكون من الخطأ أن نظل حبيسين فيها ونقول حسنا لنبدأ من وجهة نظر معينة التي تأسست في لحظة أخرى ما من الزمن«. وبسؤال ميري أيسين المتحدثة باسم أولمرت عما اذا كانت مقترحات كلينتون تمثل نقطة انطلاق لاستئناف المحادثات قالت ان رئيس الوزراء »لا ينوي إعادة اختراع العجلة. انه واع بالجهود السابقة. وتعلمنا منها. لكنها لا تلزمنا«. والافكار التي طرحها كلينتون في ديسمبر عام 2000 كانت ستفضي الى اقامة دولة فلسطينية على %97 من أراضي الضفة الغربية و100 من أراضي قطاع غزة. وقال شلومو بن عامي الذي كان وزيرا للخارجية في الحكومة الاسرائيلية بقيادة حزب العمل اليساري عند انهيار المحادثات الاخيرة بشأن اتفاق سلام حول قضايا »الوضع النهائي« ان تلك المحادثات »تظل الخطوط العامة الاقرب لاتفاق للسلام يمكن للطرفين أن يوافقا عليه«. وأشار أولمرت الى أنه مستعد للنظر في تسليم »%90 أو نحو ذلك« من الضفة الغربية لكن ليس واضحا ان كان مستعدا لقبول اقتراح كلينتون.