مع العودة الى المحادثات الاسرائيلية - الفلسطينية طرحت جريدة القدس الفلسطينية العديد من التساؤلات حول الخطوات التالية سواء فى حالة نجاح او فشل تلك المفاوضات وحاولت ايجاد بعض الاجابات عن تلك الاسئلة السؤال الاول متى تستأنف المفاوضات وبأي صيغة؟ هذا غير واضح حتى الان. ويقول مسؤولون إنهم سيعرفون مزيدا من المعلومات بعد لقاءات ميتشيل في القدس ورام الله الأحد والاثنين. وقد تبدأ المحادثات غير المباشرة التي يتنقل خلالها وسطاء امريكيون بين المفاوضين الفلسطيني صائب عريقات والاسرائيلي اسحق مولخو خلال أيام. ويقول مسؤولون أميركيون إن ميتشيل يعتزم العودة الى واشنطن يوم الاثنين لكن العاملين معه قد يواصلون رحلاتهم بين القدس ورام الله لبعض الوقت. كما تقول مصادر سياسية من الجانبين إن المحادثات قد تجرى في واشنطن أو في مكان اخر. وذكرت لندن وعمان في هذا الصدد. ومن بين ما تقوله المصادر إن وحود المفاوضين في نفس الفندق مع استخدام نفس المنشآت في الخارج بعيدا عن الأضواء في القدس قد يتيح لهم عقد لقاءات مباشرة وهو ما ظلوا يفعلونه لسنوات قبل تعليق المفاوضات في كانون الأول (ديسمبر) عام 2008. وتصف مصادر من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي صيغة المحادثات غير المباشرة التى حصل عباس على تأييد الجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية لعقدها لمدة أربعة أشهر كتجربة قبل الدخول في أي مفاوضات مباشرة على أنها صيغة لحفظ ماء الوجه تتيح له استئناف التفاوض دون تلبية شرطه أن تجمد اسرائيل كل أنشطة الاستيطان. وبمرور الوقت قد تجرى محادثات مباشرة في تكتم. ما الذى سيتحدثون بشأنه؟ هذا سؤال جوهري. في العلن يتوقع أن يتهم كل طرف الآخر بعرقلة التقدم كما فعل الجانبان على مدى شهور. يريد عباس العمل على إنشاء دولة فلسطينية وتسوية القضايا الجوهرية الخاصة بالحدود واللاجئين وتقسيم القدس. ويريد أن يلزم نتنياهو بحدود تماثل خطوط ما قبل حرب 1967 مع تعويض الفلسطينيين بأراض بدلا من تلك التى أقيمت عليها بعض المستوطنات. ويقول نتنياهو إنه لن يلتزم بعروض قدمها رئيس الوزراء السابق. ويقول أيضا أنه سيتحدث في أي شيء لكنه يضيف إن قوة حماس في كل من غزة والضفة الغربية تعني أن موضوع الدولة سابق لأوانه. ويفضل نتنياهو بحث سبل تخفيف عبء الاحتلال الإسرائيلي على اقتصاد الضفة الغربية. كما يريد من عباس أن يقبل صراحة أن اسرائيل دولة يهودية. ويقول الفلسطينيون إن الاعتراف يتعين ان يكون ضمنيا ويتهمون نتنياهو بوضع العراقيل بمطلبه أن يكون الاعتراف بإعلان صريح ستستغله حماس لإضعاف عباس. وسيسعى عباس لوقف الاستيطان قائلا إنه يعوق قدرة أى دولة مستقبلية على الاستمرار. وستقول إسرائيل إن الحل يكمن في الاتفاق على حدود مستقبلية تضع المستوطنات الرئيسية داخل اسرائيل. وستطلب من عباس القيام بالمزيد للحد من نشاط حماس وبقية المتشددين. هل ستنجح المفاوضات؟ إذا كان "النجاح" يعني اتفاقا نهائيا لتسوية صراع استمر ستين عاما ونيف ففرص تحقيق ذلك في اي وقت قريب تبدو ضئيلة بل تنعدم كلية. ويعتقد كثيرون على الجانبين أنه قد لا يكسر الجمود الذى تراكم بعد عشرين عاما من الحديث الا صدمة شديدة كحرب مثلا. وتعني القيود الداخلية التي تغل يدي الزعيمين.. حماس بالنسبة لعباس والمستوطنون بالنسبة لنتنياهو.. أن أقصى ما يمكن لأيهما تقديمه دون الانتحار سياسيا قد يقصر كثيرا عما يمكن للآخر ان يقبله دون أن ينتحر سياسيا. ولكل طرف في المحادثات أهداف أخرى. فالجانبان الإسرائيلي والفلسطيني يحاول كل منهما أن يقنع القوى الكبرى بأن الاخر هو الذي يعرقل عملية السلام. ويأمل كل منهما في إظهار مدى حرصه على صنع السلام وجهده في هذا السبيل لتفادي مخاطر تمس المساعدات أو التجارة أو عقوبات اخرى من الدول الغربية التي ينفد صبرها. وبينما يرى الفلسطينيون للمحادثات هدفا أساسيا يتمثل في تغيير الوضع القائم وكسب مزيد من المساندة الامريكية لإقامة الدولة يرى كثير من الاسرائيليين في الحوار وسيلة لتفادي هذا الضغط ذاته. ويريد اوباما أن يظهر لحلفائه العرب أنه يعمل على حل المشكلة الفلسطينية لاسيما في وقت تنشد واشنطن فيه دعما من المنطقة في مواجهة ايران. وتريد اسرائيل التي تعتبر خطط طهران النووية خطرا عليها أن تشعر واشنطن بأن اسرائيل تبذل كل ما تستطيع لدعم علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم العربي. بيد أن نتنياهو يحذر من أن الفلسطينيين أيضا يهدودن اسرائيل. وتشعر اسرائيل بالقلق من تقارب اوباما مع العرب والعالم الاسلامي. ويعبر البعض عن مخاوفهم بخصوص احتمال أن يسعى لفرض اتفاق سلام على اسرائيل اذا فشلت المحادثات. وقد يعول الاسرائيليون على الكونجرس كحصن ضد تلك الطموحات خصوصا ان انتخابات الكونجرس التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني المقبل قد تؤثر نتائجها على فرص إعادة انتخاب اوباما.