تجاوزت الشبكة العنكبوتية عمليات النصب وانتقلت الى التسول وأخذ الشحاذون النصابون في تطوير أفكارهم من أجل استجداء الأفراد والبحث عن وسائل مبتكرة تتماشى مع مستحدثات العصر بهدف الحصول على أكبر قدر من الأموال. وساد هذا النوع من التسول بين المنتديات والمواقع وغرف الشات فقد يضيفك أحدهم على الإيميل أو يقابلك بأحد المواقع ويطلب مساعدة مالية أو يعرض عليك مشروعا وغيره من أساليب تفنن المتسول (النصاب) في إتقانها.وأكد الذين التقتهم جريدة العرب القطرية أن الأحوال الاقتصادية المتردية كانت سببا في انتشار هذه الظاهرة إلى جانب رغبة البعض في الثراء السريع واتجاههم إلى الشحاذة الإلكترونية لإقامة مشاريع خاصة أو نجدتهم من الإفلاس في ظل تراكم ديونهم وقالوا إن الأمر لا يقتصر على الأفراد فهناك شركات أجنبية تقوم بنفس الأعمال بأسلوب يتناسب مع الخدمات التي تقدمها للأفراد. يؤكد خالد عمر أن أساليب عمليات النصب والتسول ازدادت بشكل كبير عبر الإنترنت مشيراً إلى أن البعض يرغب في جمع الأموال بهذه الطريقة بغرض تسديد ديون أو علاجات كما يدعي المتسول في رسائله ويضيف أن كثيرا من الشركات تعرض على الناس أفكارا وعروضا مغرية مثل إقامة مشاريع أو إرسال رسالة مفاجئة تقول (إنك ربحت مبلغا....) وتتوالى الرسائل لاستدراج الشخص للحصول على رقم الحساب وقد حدث ذلك معي إلا أنني انتبهت ولا بد من توخي الحذر لمثل هذه الأمور. وتحكي أسماء رشدي قصة أخرى قائلة: استلمت أكثر من رسالة على الإيميل مضمونها واحد وهو أن أحد الأفراد يعمل في أحد البنوك ويرفق أوراقه التي تدل على أنه يعمل في هذا البنك المعروف ثم يقول إن لديه عميلا توفي ويستطيع أن يأخذ المبلغ ويرسله لك بصفتك الوريث الوحيد له ويرغب في بياناتك كاملة بشرط أن تقسم الأموال مناصفة بينك وبينه. وتشير أن الأمر خطير للغاية فبعض رجال الأعمال قد نصب عليهم بالفعل في مبالغ هائلة مشيرة إلى وجود مواقع للهجرة تطلب من الشخص مبالغ 100 أو 200 دولار من أجل إشراكه في السحب وتجمع أموالا كثيرة من الناس رغم أن الهجرة من دون مقابل وعندما يرسب الفرد في السحب يتصلون به ويعرضون عليه تخفيضا معينا من خلال اشتراكه في أربعة سحوبات بقدر يصل إلى %25 من قيمة المبلغ المدفوع وحدث معي واتصلوا بي ولكني انتبهت للأمر ولم أتجاوب معهم مرة أخرى وأرى أن هذه الأمور زادتها حالة المعاناة التي يعيشها الناس رغم أن البعض يرغب فقط في تجميع أموال ولا بد من الحذر في التعامل مع هؤلاء. رأي الشرع من جانبه يؤكد الداعية بوزارة الأوقاف والباحث الشرعي بصندوق الزكاة فريد الهنداوي أن قضية الشحاذة والنصب محرمة شرعا وقانونا. لافتا إلى أن الصدقة تعتبر زكاة إن أعطيت للفقير والمسكين وعليه فالذين نصب عليهم ودفعوا أموالهم للنصابين يجب عليهم إعادة دفع الزكاة لمستحقيها. كما يوضح أن الأحكام الشرعية في قضية النصب والشحاذة والتسول لا تفرق أيضاً بين الرجل والمرأة، والذي يسري على الرجل يسري على المرأة. وأشار أن معالجة الظاهرة تتمثل في زيادة الوعي وتضافر الجهات المسؤولة لافتا إلى أن للظاهرة آثارا سلبية على المجتمع لأنها تؤدي إلى الكسل والتواكل وترك العمل الذي تنتفع منه البلاد وتساهم في ازدياد الفقر لأن المتسول أخذ الزكاة من أصحابها ليبقى الفقير والمحتاج والمسكين بلا مال ولا نفقة ونصح بإعطاء الزكاة للجهة الشرعية التي عينها ولي الأمر. وفيما يخص الذين فقدوا أموالهم ودفعوها لهؤلاء دون علم، ثم تبيَّن بعد ذلك أنهم متسولون نصابون يقول الهنداوي فأمرهم إلى الله، وعليهم أن يعيدوا دفع الزكاة مرة أخرى، وكان يجب عليهم أن يتحروا، وأن يدفعوا زكاتهم للجهة الشرعية التي أنشأها ولي الأمر، وهي «صندوق الزكاة»، ولكونه نُصب عليهم لا يعفيهم من إعادة دفع الزكاة مرة أخرى لمستحقيها.