هاللو أنا كاترين بهذه العبارة البسيطة تستقبلك مدونة كاترين بوسناك ، واحدة من أشهر المتسولات علي الإنترنت، تخبرك أن هذا اسمها الحقيقي، لكنها لا تكشف عن كنيتها، تعيش في بوسطن بروكلين، مدونتها http://prettyinthecity.blogspot.com/ لا تطلب منك الكثير، تخبرك أنها مدينة بمبالغ كبيرة لعشقها للتسوق، وتطلب منك دفع دولار واحد أو دولارين أو خمسة دولارات، تقول إنها وقد حصدت في الأسبوع الأول خمسة دولارات ثم 455 دولارا في الأسبوع الثالث و4105 في أسبوع تال ... فما رأيك في هذه المهنة البديعة اليسيرة ؟ أجمل ما في الأمر أن كاترين بعد أن سددت ديونها، تعمل علي مساعدة الآخرين في تسديد ديونهم بنفس الأسلوب . كما تطورت المدونة لتعمل في التسويق في كل شيء، الطريف أن البعض قد أغضبه نجاح كاترين فأسس موقعا بعنوان " www.dontsavekaryn.com لا تنقذوا كاترين، والملاحظ أن كثيراً جدا من مواقع ومدونات التسول، قد أغلقت، وتوقفت بعد فترة . يبدو أنها استنفذت حججها، وربما تحولت لمدونات أخري بحيل أخري، لكنها في كل الحالات تخاطب الوجدان، ولا تجبر أحدا علي العطاء بدون رغبة منه . فن أم نصب في عالمنا العربي لم تنتشر ظاهرة التسول عبر الإنترنت بشكل واضح، إنما بدت في مظاهر بسيطة عابرة لا نرصدها هنا كسبل للتسول، إنما نوع من النصب العابر، يكون العيب فيه في الغالب في الطرف الآخر، كطلب " دومين " أو كروت شحن أو حوالات بنكية بسيطة، وأحيانا مقابل ذلك يكون نوعا من التبسط في الحديث بين ولد وبنت، أو استخدام الكاميرا بشكل معين إلخ .. كما تظهر علي استحياء في بعض المنتديات العربية طلبات مساعدة، لا يشترط فيها أن تكون مالية، احيانا مساعدة في الحصول علي كتاب ثمين، أو جهاز علاجي أو نوع دواء نادر إلخ ولكن الشات وغرف الدردشة بشكل عام ميدان أكبر وأوسع للتسول عبر الخداع وقليل من الإثارة وإن كانت المواقع العربية المخصصة للتسول لم تظهر بعد للوجود، فإن شابة سعودية قد رأت موقعا أمريكيا هو givemedollars يطلب صاحبه دولاراً واحد من زواره، فتأملت الفتاة وهي جامعية تسكن مدينة الرياض، وكما تقول في حوار لها بجريدة الشرق الأوسط السعودية " «أخذت في البحث عن المواقع التي أنشأها متسولون آخرون لذات الغرض، حيث وجدت أعدادا كبيرة لمواقع عربية وغربية تسعي إلي التسول عبر الانترنت، حينها بادرتني فكرة إنشاء ناد لجمع هؤلاء المتسولين خاصة أن هناك عدداً لا بأس به ممن يتخذون الإنترنت كذريعة لجمع الأموال، فهم يدخلون غرف المحادثة المنتشرة علي الشبكة فيتحدثون عن شظف العيش واحتياجهم للمال" لكنها تؤكد أنها ضد الظاهرة، وقد بحثت عن موقعها فلم أجد له وجودا، وهو www.geocities.com/ibeggars وهو - كما هو معروف - موقع مجاني، ولا أدري كيف فات الأمر علي محرر الحوار وهي تخبره أنها " تنفق مبلغ 75 ألف ريال للشركة المضيفة للموقع نظير إتاحة خدمات الموقع ل 2000 عضو مشتركين " من يصدق "شحاتة " إذن ؟ أميرة .. علي باب الله "أميرة ناتالي" صاحبة واحدة من المدونات اللطيفة بحق، الأميرة لا تشتكي مرضا ولا فقرا، لكنها تقول "لكني أحب أشياء جميلة.. مهمتي هي أن أحصل منك أو أن ترسل لي هبات غير الإعفاء من الضرائب.. أنا لا أريد أن تضطر إلي اللجوء إلي الأموال الأخري التي تجعل المخططات التي تعتبر "أقل من مُلكي" أنا الأميرة بعد كل شيء. وتفاجئك " الأميرة " بما هو أخطر وأكثر صراحة وربما وقاحة (هل يمكن تصور عالم يكون فيه شخص موهوب مثلي و اضطر الي العمل؟ الفكرة ذاتها مخيفة وهذا في حد ذاته سيكون بمثابة مهزلة. أنا لا أريد أن أعمل ... " تضع أميرة ناتالي هذه روابط علي مدونتها مثل ( لماذا يجب عليك التبرع / أنت فقير / ماذا يجب عليك / أعطني المال / المتبرعون / كم قد وصلت ) ولننظر سريعا لما وصلت له حتي يوم 20أكتوبر 2009م مبلغ 3584دولاراً، فضلا عن هدايا عينية من نوعية زوج من الجوارب، خاتم إصبع، سكين، ميزان حرارة، كتب، فردة جورب مستعملة إلخ. تسول رجالي http://web2.airmail.net/gandolf/you.htm هذا الموقع أيضا شديد الطرافة، فالرجل يطلب منك المساعدة حتي يصبح مثل "بيل جيتس " ويقول لك إن كانت المواقع تجتذب متصفحيها بالنساء والعري والفسق، فهو لا يستخدم هذه الأشياء، ثم يؤكد لك أن دفعك الأموال له فيها مصلحة للاقتصاد العالمي، لأنه حين يزيد ثراء، بكل تأكيد سيزور بلدان العالم، وسيساهم في ارتقاء اقتصاد هذه الدول، ويضع الرجل - جيم دينيسون- من دالاس، تكساس - يضع سبل الدفع له، ولا ندري هل ما زال صاحبنا علي أحلامه أم تغير الوضع . ولكن بلا شك أن روح الدعابة التي تشيع في هذه المواقع تكون سبيلا لقلوب المتابعين، فضلا عن ضعف المبلغ المطلوب، ولا شك أن الإنترنت لم يترك ميدانا من الميادين بدون تأثير، لذا كان من الضروري أن يظهر هذا الشحاذ الإلكتروني. ومن المواقع التي ترصدها التقارير وقد حققت نجاحا ملحوظا في ميدان التسول الإلكتروني، موقع http://sendeadollar.com/ والموقع الأن تحول إلي التسوق، ويبدو ان بعض الشركات استغلت شهرة الموقع ورغبة صاحبه في الكسب، فقررت تسويق منتجاتها عبره، ربما نوع من المساعدة أيضا، ولكن الموقع عند تأسيسه، قبل عدة أعوام جمع أكثر من 4800 دولار. وفي البداية كان شميت يطلب من زوار موقعه أن يرسلوا إليه دولارا عبر البريد العادي، لكنه سرعان ما تحول الي خدمة الدفع الالكتروني باي بال "PayPal" التي تسهل تحصيل الاموال عبر شبكة الإنترنت. وقال شميت "أتلقي رسائل الكترونية كثيرة من أشخاص يعانون بالفعل من مصاعب وينشدون النصيحة.. إذا كانوا يعتقدون أنهم سينالون الثراء بهذه الطريقة فهذا لن يحدث، لقد كان هدفي أن أحل ضيفا علي برنامج ديفيد ليترمان ومن يدري فقد أجمع مئات الالاف من الدولارات وأتمكن من الظهور فيه." وديفيد ليترمان هذا مقدم برامج فكاهية ساخرة وكان قد بدأ تقديم برنامج Late Show علي شاشة CBS منذ عام 1993م وكما نجد في تقرير شديد الذيوع علي مواقع الإنترنت يقول " وكانت شركة ياهو قد استحدثت في عام 1996 تصنيف "متسولون "begging" في موقع دليلها الشهير علي شبكة الإنترنت، وكان يضم وقتها أربعة مواقع. لكن ميشيل هايمبورجر كبيرة متصفحي الانترنت بالشركة قالت إن التذبذب في النشاط والاختلاف بين المواقع دفعا إلي إعادة تسمية هذا القسم بالاستجداء الالكتروني. وقالت هايمبورجر إن هذا القسم يضم حاليا 51 موقعا تتراوح بين من يطلبون النقود بلا خجل، وآخرين يسعون للحصول علي دعم مالي لتسديد قروض أو تكاليف علاج طبي. يبقي أهم ما في الموضوع طرق التأثير في الدافع، وتجمع التقارير التي تدرس أسباب تبرع الدافعين إلي إعجابهم بالفكرة التي توصل لها صاحبها في طلب المساعدة، كذلك سهولة وبساطة المبلغ، أحيانا تأتي " الوقاحة " برد فعل إيجابي خاصة لدي الغرب، فمن يطلب المساعدة ليكون أغني من بيل جيتس، أو تطلب المساعدة لتدفع ما عليها من ديون وصلت لعشرين ألف دولار، اما العرب، فحين يتلقي المستخدم العربي رسالة من مجموعة بريدية تطلب مساعدة مالية لإطعام طفل أو علاج مريض، وغالبا تكون بالإنجليزية، فإن قلبه الكريم يتحرك سريعا سريعا، ويقوم بإرسال الرسالة إلي أكبر عدد من الأصدقاء، فهل هناك كرم أكثر من ذلك الكرم الألكتروني ؟!