من المعروف عالمياً أن أصعب المهرجانات تلك التي تقام في الشوارع وذلك لم تحتاجه هذه المهرجانات من فعاليات خاصة وتنظيم متقن يتناسب مع طبيعة الشارع ولا يخلف وراءه فوضى او إخلالا بحقوق القاطنين في الشارع. وهذا العام يخوض مهرجان دبي فكرة مهرجان الشوارع بحرفية كبيرة فتلك لم تكن المرة الأولى التي ينظم فيها المهرجان فعاليات مفتوحة. تساهم فعاليات الشوارع في تشجيع رياضة المشيخاصة في ظل هذا الوقت من السنة الذي يعتبر من أجمل الشهور سواء من ناحية الطقس المعتدل او من ناحية الضيف السنوي العزيز الذي ينتظره الملايين داخل الإمارات وخارجها. فلا عجب أن ترى أصحاب الأوزان الثقيلة وهم يستمتعون بالمشي دون ملل بل ويصحبون عائلتهم. فلم تعد النساء في حاجة للعديد من المغريات لإقناع بعض الأزواج للخروج إلى الشارع والمشي والتمتع بالفعاليات فقد بات الأمر مسلياً بل وجذاباً. فقد عادت فعاليات الشوارع بقوة إلى مهرجان دبي للتسوق بعد غياب بعضها لسنوات عن المشاركة في عرس المهرجان لظروف خارجة عن الإرادة إلى أنها تصب في المصلحة العامة. شارع الرقة وسكانه يتهللون بعودة الحياة إليه من جديد عبر العديد من الفعاليات التي باتت تميز هذا الشارع وتعيد ذكريات مرت عليها سنين فقبل سنوات ليست بعيدة كان شارع الرقة من ابرز الشوارع المفتوحة التي تستقبل بحفاوة فعاليات المهرجان. فبدءاً من الإشارات الضوئية التي تفصل شارع الرقة عن المرقبات وعند لوحة كتب عليها «شارع الرقة» يبدأ جمهور مهرجان دبي للتسوق وغيرهم من مرتادي وساكني الشارع التمتع بالأصوات المتعالية التي تنبئ بوجود شيء جديد يلفت الأنظار ويجذب الزوار من كل حدب وصوب. وعلى الرصيف المحاذي للشارع لم يعد البحث عن شيء ملفت للنظر بالأمر الصعب بل اكتظت الشرفات بالساكنين الذين جاءوا بأكواب الشاي وبعض الأكلات الخفيفة في الهواء الطلق لمشاهدة العروض المتجولة ومتابعة الجمهور في الألعاب المهارية من بعيد. مع نسمات الهواء العليل وقبل غروب الشمس بقليل يتحضر شارع الرقة لاستقبال الزوار من كل حدث وصوب ليستضيفهم لساعات تمتد حتى الساعات الأولى في اليوم الثاني دون ملل أو كلل، فقد حول الشارع الأيام العادية إلى أيام نابضة بالحياة. تلون شارع الرقة بألوان العارضين الذين اختلفت أشكالهم واتفقت أهدافهم في بث الفرحة ومنح الجميع لحظات لا تنسى كذلك انسجم أصحاب المقاهي والمحلات من ضم شارع الرقة إلى أجندة المهرجان فقد فتح لهم هذا الأمر بابا واسعا من استقبال الزبائن وأصبح وقت العمل أشبه بالترفيه وسط مشاهدة ومتابعة الفعاليات المتنوعة. شارع السيف فذلك الشارع لم يعد اسما عاديا بين الشوارع التي يسكن البعض فيها او يقصدونها للعمل او لقضاء بعض الحاجيات بل بات الشارع أشبه بالمسرح الكبير المفتوح لكل الراغبين في وقت مريح يغير من نمط اليوم العادي. رائحة العطور الذكية التي تفوح بقوة وتختلط في الهواء الطلق من سوق العطور لتختلط بأنوف الجمهور وتجذب بعضهم من محبي العطور المتميزة ذات الأسعار التنافسية فالكل يجد مبتغاة دون عناء. أما المثير في هذا الشارع فهو التمتع بالأكل على متن سفينة عائمة تتأرجح على البحر وتتهادى على أمواجه الهادئة لتمنح الزائرين شعوراً ربما يشعرهم بالشبع أكثر من الأكل نفسه. وللنساء حظ وافر عبر سوق الأقمشة والمنسوجات التي تنوعت أشكالها وخاماتها بتنوع الفعاليات العديدة وتنوعت أسعارها أيضا وبات الفصال على الأسعار سمة شارع السيف الذي يرضي كافة زبائنه كرامة لمهرجان دبي للتسوق. ولمحبي التحف والانتيكات المتنوعة يتحتم عليهم زيارة شارع السيف حيث سوق الانتيكات التي تنعم بالأكسجين النقي الذي يضفي عليها جمالاً فوق جمالها، ويمنح الكثيرين فرصة الاختيار من متعدد دون ملل من الوقوف في الشارع فالشراء والبيع أصبح في الهواء الطلق. ويمكن للراغبين في تصوير أي من هذه التحف وإرسالها لأصدقائهم غير المتواجدين معهم في القيام بذلك بسهولة ويسر كذلك يعتبر سوق الانتيكات فرصة سانحة للحصول على المزيد من الهدايا التذكارية المميزة التي يصعب إيجادها في أي مكان آخر. تجذب ساحة الفنون والحرف التي تقع شارع السيف العديد من الزوار والسائحين لرؤية الورش الحية لبعض الحرف التقليدية القديمة التي يصعب رؤيتها في أي مكان آخر، فذلك الفنان يقبع خلف فرشاته وألوانه ويرسم الوجوه المألوفة والعادية ويجعل منها لوحات غير عادية تبقى الإنسان على يقين انه نفس الشخص صاحب الصورة. وبالانتقال إلى القرن العشرين يوجد سوق الالكترونيات الذي يضم كافة أنواع الالكترونيات والتي كثر الطلب عليها مؤخراً وباتت من البديهيات في كل بيت وفي يد كل شاب وفتاة بل وكل طفل. وبين التراث والحضارة والفنون والالكترونيات والعديد من الفعاليات يجمع شارع السيف 15 فاعلية متنوعة تستحق الزيارة لمرات خاص مع اصطحاب الأهل والأصدقاء ومشاركتهم اللحظات الحميمة.