قبل ثلاثة أيام احتفل العالم ببداية السنة الميلادية الجديدة ، لكن الحال كان مختلفا في الكويت حيث منعت أي مظاهر للإحتفال برأس السنة انصياعا لتهديدات النواب الاسلاميين الذين توعدواً وزارات الداخلية والاعلام والتجارة بمنع اي مظهر للاحتفال بقدوم رأس السنة الميلادية بل ارسلوا رسائل قصيرة عبر الجوال لنواب مجلس الأمة تحمل ذات التهديد وأمام هذة التهديدات لم يخرج سوى صوت واحد يرد على تحجيم حرية الأشخاص بما كفله الدستور ووجوب عدم التعدي على الحرية الشخصية للأفراد، هو صوت النائبة رولا دشتي طالبت دشتي وزارة الداخلية وجميع الجهات المعنية بأن تكف 'وصاية البعض' على المواطنين وتلزمهم احترام الدستور واتخاذ الاجراءات التي تضمن عدم تقييد الحرية الشخصية التي كفلها مادام المواطنون يراعون ويحترمون النظام والآداب العامة'. وتبعها في ذلك النائبة معصومة المبارك التي هنأت الجميع بالعام الجديد واملت ان تهدأ لغة التهديد والوعيد وتحل محلها عبارات التفاؤل والتسامح، و النائب حسين القلاف للجميع بالعام الجديد, سائلا المولى ان يجعله عام خير وبركة للكويتيين وعام خذلان وذلة وخسارة للتكفيريين. شجاعة رولا دفعت الكاتب علي أحمد البغلي أن يصفها ب"امرأة بألف رجل" في مقاله بجريدة"القبس" يقول: وردتني التهديدات النيابية عن طريق رسائل هاتفية قصيرة (S.M.S) وكدرتني في آخر أيام السنة المنكوبة التي افلت، وقلت لنفسي ألا يوجد رجل يمتلك الشجاعة ليرد على جعجعة هؤلاء ومزايدتهم المغالية المتزمتة؟ والحمد لله انه لم يطل انتظاري، وإذ بي أتمثل بصوت النائبة د. رولا دشتي المجلجل بلهجتها ذات البدليات اللبنانية المحببة، يجأر بالاعتراض: «بالطلب من وزارة الداخلية وجميع الجهات المعنية بأن تكف «وصاية البعض» على المواطنين، وتلزمهم احترام الدستور، واتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم تقييد الحرية الشخصية التي كفلها، مادام المواطنون يراعون ويحترمون النظام والآداب العامة».. وثنتها النائبة الفاضلة د. معصومة المبارك بالقول انها «تأمل ان تهدأ لغة الوعيد والتهديد وتحل محلها عبارات التفاؤل والتسامح». حمدت ربي وقلت إذا انعدمت لدينا رجولة البعض للرد على أعداء الفرح والحريات، فقد رزقنا الله بنساء «شجاعات» تساوي الواحدة منهن ألف رجل!! وتحت عنوان" ما لنا إلا «رولا» كتب عبداللطيف الدعيج : مع تقديرنا لتهنئة السيدة معصومة المبارك والسيد القلاف لنا برأس السنة الجديدة إلا اننا لا نملك الا النظر بعرفان اكثر الى تصريح النائبة رولا دشتي التي تضمن الى جانب التهنئة انتصارا جريئا ومطلوبا لحرية الناس ولحقوقهم الشخصية التي تتفنن المؤسسات والادارات التشريعية قبل التنفيذية في حرمانهم منها او سلبها بهذه المناسبة بالذات. وينتقد الكاتب المعارضة الجديدة في الكويت يقول: تصريح او تحذير النائبة رولا دشتي يثلج الصدر ويرد بعض روح سلبتها دعوات التحالف الوطني والمنبر الديموقراطي التي اعلنت في الايام الماضية والتي طالبت الحكومة واداراتها الرقابية بممارسة الرقابة المسبقة والتعطيل «الاداري» للمؤسسات الاعلامية او قنوات وصحف الفساد حسب التعبير «الشوارعي» للمعارضة الجديدة. هذه الدعوات التي نرى انها المسؤول حاليا عن هذا الاستسباع الرجعي والتزمت الذي ابداه المتشددون والمتطرفون من نواب مجلس الامة. ويقول: كل من يعارض المعارضة المتوحشة في الرأي هو اما فاسد او انبطاحي او بصّام. ممنوع تأييد الحكومة، حرام انتقاد ضمائر الامة ورموزها «الوطنية»، وليس من حق احد ان يخرج عن الاطار الذي رسمه المعارضون الجدد وإلا فان تهمة الفساد والعمالة جاهزة. ويجدد الشكر للنائبة رولا دشتي ولكل من ينتصر لحرية الرأي المطلقة والحرية الشخصية المضمونة، وامنيتنا واملنا لهذا العام ان تكون «الحرية» هاجس الجميع وان يتكاتف المخلصون للوطن والمعنيون بالمصلحة العامة للدفاع عنها والتصدي للمحاولات الرجعية او الحكومية لتقييدها. وكل عام وكل كويتي يتمتع بحريته الشخصية وحق الرأي وحق وامكانية التعبير عنه..