أعرب وزير الثقافة المصري فاروق حسني عن شعوره بالإرهاق "الشديد" جراء استمراره في منصبه منذ عشرات السنوات وهو ما جاء أيضا على حساب إبداعه الفني. وقال وزير الثقافة الذي رشحه الرئيس المصري حسني مبارك لرئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) "لقد صرحت من قبل أكثر من مرة عن عدم رغبتي في الاستمرار وزيرا للثقافة، فقد قضيت عشرات الأعوام وأشعر بالإرهاق الشديد.. وانني لم أعبأ بمشروعي الفني الذي هو أغلى ما أملك، فلقد أهدرت الأعوام تلو الأخرى في الوزارة، وكان ذلك على حساب قريحتي الفنية". وتابع في رده على سؤال ما إذا كان ترشحه لرئاسة اليونسكو مكافأة لكونه حارسا أمينا على مصالح النظام أم هو نوع من الاستغناء المهذب: "ابتعادي عن الوزارة مستقبلا أعتبره بالنسبة لي مكافأة جميلة، وذلك لأن العمل الرسمي مرهق للغاية ومكلف على الصعيد الشخصي، وسوف يكون بوسعي التفرغ للفن التشكيلي الذي هو بالنسبة لي قبلة روحي". وحول رؤيته لمنصب رئيس اليونسكو، أجاب حسني: "بالطبع هو منصب مهم للغاية ومرموق، وأرجو في حالة فوزي به أن أجتهد وأخدم القضايا العربية، وعلى رأسها دعم تمويل صناديق ترميم الآثار والاهتمام بالثقافة العربية ونشرها على الصعيد الدولي". وأشار إلى أن ترشحه لهذا المنصب من قبل النظام المصري يعضد من فرص فوزه به، وأن كونه وزيرا حاليا للثقافة يزيد من فرص فوزه به "لأن ترشيح وزير سابق لهذا المنصب يبدو ضعيفا". وتعقيبا على تساؤل حول كثرة المعارضين له، أوضح حسني أن ذلك ربما يرجع إلى أن "المثقفين في الأساس هم فصيل غير قابل للإقناع بسهولة، فهم الفصيل الأكثر رغبة في المعارضة والاحتجاج، وذلك لأن الثقافة قائمة على التعددية والاختلاف. وبالرغم من المعارضة التي ألقاها إلا أنني حصلت على تأييد نسبة لا بأس بها من المثقفين، ولا يمكن لأي مسؤول أن يحظى بدعم الجميع على حد سواء". ولد فاروق عبد العزيز حسني في الإسكندرية عام 1938، والتحق بكلية الفنون الجميلة التي تخرج منها عام 1964 وعمل بعد تخرجه مديرا لقصر ثقافة الأنقوشي وكان حتى هذا الوقت يرسم لوحات تصور طبيعة مدينته، وفي نهاية الستينات وأثناء رحلة له إلى فرنسا بدأ تحوله إلى مدرسة التجريد. أقام فاروق حسني في باريس ثماني سنوات 1971-1978 حيث عمل مديرا للمركز الثقافي المصري, وفي هذه الفترة حصل على الجائزة القومية لمهرجان كاني سورمير عام 1972، وبدأ يتبوأ مكانه بجدارة كفنان تجريدي عاد إلى القاهرة لبضعة شهور سنة 1979 ثم انتقل إلى روما ليكون وكيلا ثم مديرا للأكاديمية المصرية هناك وأخذت أعماله تثير اهتمام كبار النقاد العالميين, وأقام معارض فنية في العديد من دول العالم , ثم كانت عودته إلى مصر عام 1987 ليتقلد منصب وزير الثقافة. وقد أثارت موافقة الرئيس حسني مبارك على ترشيح الفنان حسني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو والذي سيخلو عام 2009 ردود فعل واسعة داخل كافة الأوساط السياسية والثقافية في مصر بعدما أبدى فاروق حسني في تصريحات صحفية سعادته الشديدة لهذا الأمر ، مشيراً لأنه لو حدث أن ترأس المنظمة سيكون أول عربي يصل لهذا المنصب وبالتالي فهو شرف للدول العربية. ويجري الآن في باريس الإعداد لتشكيل جمعية فرنسية بهدف تدعيم ترشيح فاروق حسني لمركز مدير عام منظمة "اليونسكو" الذي ستم انتخابه عام 2009 لمدة 4 سنوات يمكن تجديدها، وكانت وزارة الخارجية المصرية قد بادرت بمجرد إعلان ترشيح فاروق حسني لهذا المنصب بإعداد خطة لضمان التأييد الدولي الواسع لهذا الترشيح . وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي أن فرصة حصول حسني على المنصب كبيرة لأن العرب لم يفوزوا بالمنصب هذا من قبل ، كما أن مصر تنازلت في الدورة السابقة عن مشرحها الدكتور اسماعيل سراج الدين لالتزامها بتأييد مرشح عربي آخر ، كما أن الوزير علاقاته الدولية كبيرة ، حيث يحتفظ بصداقة فدريكو مايور المدير العام السابق للمنظمة ، ووزراء ثقافة فرنسا والمكسيك وبريطانيا وغيرهم .