مونديال إفريقيا.. الفراعنة يتسيدون

الأسود والنجوم السوداء يطاردون تماسيح النيل

تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم صوب القارة الإفريقية لمتابعة فعاليات واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار، حيث تستضيف أنجولا بطولة كأس الأمم الأفريقية ال27 خلال الفترة من 10 إلى 31 يناير/ كانون الثاني 2010.
وكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم هي بطولة ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم كل عامين بين الدول الإفريقية المتأهلة من التصفيات لتحديد بطل القارة السمراء، وهي مصنفة كالبطولة الثالثة على العالم بعد كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية لشدة منافساتها، حيث تضم المنتخبات التي تتأهل إلى نهائيات البطولة نخبة من اللاعبين الأفارقة المحترفون في أفضل الأندية الأوروبية بالإضافة إلى أفضل اللاعبين داخل القارة الإفريقية.
وتحظى بطولة كأس الامم الإفريقية دائما باهتمام بالغ على كافة المستويات في مختلف أنحاء العالم لأنها أقوى وأهم البطولات الإفريقية وتقف على قدم المساواة مع نظيرتها في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وأيضا بوصفها معرضا للنجوم من أنحاء القارة ولأنها دائما ما تكون بوابة للعديد من أصحاب المواهب الجديدة في طريقها نحو الاحتراف في أوروبا.
وكانت البطولة الإفريقية أحد أهم أسباب تأسيس الاتحاد الإفريقي للعبة، حيث اجتمع عدد من كبار الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم الإفريقية في العاصمة البرتغالية لشبونة يومي ال7 وال8 من يونيو/ حزيران 1956 لتأسيس الاتحاد وتنظيم المسابقة بداية من 1957.
وجرى الاتفاق على السودان - التي حصلت على استقلالها في يناير/ كانون الثاني 1956 - لاستضافة البطولة الأولى، وبني استاد جديد بالخرطوم خصيصا لهذا السبب، افتتح في 30 سبتمبر/ أيلول 1956.
وبدأت البطولة بمشاركة 3 فرق، ثم ارتفع عدد المشاركين إلى 4 منتخبات ثم إلى 6 و8 و12، حتى وصل العدد حاليا إلى 16 منتخبا، تجري بينهم النهائيات بعد أن تشارك كل أو أغلب الدول الإفريقية الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وعددها 52 دولة في التصفيات المؤهلة للبطولة.
وكان من المقرر في البداية أن تقام البطولة مرة كل عامين في السنوات الفردية، وأقيمت بهذا النظام مرتين فقط عامي 1957 و1959، لكن بطولة عام 1961 تأجلت وأقيمت في العام التالي، ثم تأجلت بطولة عام 1967 لتقام عام 1968، حتى أصبحت البطولة تقام بعد ذلك في السنوات الزوجية.
ونجحت هذه البطولة في التغلب على عوائق اللغة والدين والمسافة للتقارب بين الشعوب الإفريقية، كما نجحت في الكشف عن العديد من المواهب والمهارات من كل أنحاء القارة السمراء.