القاهرة - اخبار مصر ترجمة خالد مجد الدين أنشودة عيد الميلاد" ليست مجرد كتاب بل هو معجزة لعيد الميلاد من العصر الفيكتوري فقد احدث تغييرا في طريقة احتفالنا بعيد الميلاد فلم يكن ديكنز مخترع عيد الميلاد بل هومن اعاد اكتشافه فقد كان عيد ميلاد المسيح أقل شأنا نسبيا من عيد الفصح في مساء يوم 5 أكتوبر 1843 ، كانت الامور تبدو قاتمة لتشارلز ديكنز البالغ من العمر 31 عاما. حتى ولو كان هو الكاتب الاكثر شهرة وصاحب القصتين الاوسع شعبية "اوراق بيكويك The Pickwick Papers" و "مغامرات أوليفر تويست The Adventures of Oliver Twist" – و كان فى ذات ليلة مدعوا كمتحدث رئيسي بحفل هام للاعمال الخيرية – وحينما دخل الرجل الحفل كان في حالة اضطراب. كان ديكنز (أب لخمسة اطفال ) وكما يفعل المشاهير من الشباب كثيرا ، تجاوز إنفاقه الحد . وبعد سلسلة من الكتب الناجحة ، فجأة بدا الأديب الكبير يفقد طريقه وكتب عددا من الكتب الفاشلة - ومن ثم انزلق لهوة الفلس واصبح مدينا . و ان تكون مدينا ، فهو احتمال مرعب ولا سيما لديكنز. فعندما كان صبيا شاهد والده يذهب الى السجن لعدم قدرته على سداد الفواتير ، وهي التجربة الأليمة التي جعلته يكتب ، "لم أكن انسى بعد ذلك ، سوف لن أنسى أبدا ، وأنا لا يمكن أن ينسى." فى كتابه " الرجل الذى اخترع عيد الميلاد" كتب لي ستانفورد LES STANDIFORD.. بحلول 1843 ، كان ديكنز غارقا في الكارثة " كان زواجه مضطرب ، ومسيرته المهنية مترنحة ، واموره المالية على شفا الانهيار" ، وكان الكاتب الاسطوري يسأل نفسه ما اذا كان ينبغي عليه التخلي عن كتابة الرواية. ما حدث بعد ذلك يبدو نوعا معجزة لعيد الميلاد من العصر الفيكتوري. بعد ان القي كلمته ، تجول ديكنز تعيسا في شوارع مدينة مانشستر Manchester المظلمة وبينما كان يسير ، فجاة داهمته فكرة قصة ، و تسئل بينه و بين نفسه اذا كان يمكن ان تتحول بسرعة الى كتاب - قصة عيد الميلاد في موسمها المناسب - وربما يمكنه أن يكسب 1،000 جنيه استرليني. هذا المبلغ ، يمكنه ان ينتشله من الديون. لذلك كما يروي "ستانفورد" فى كتابه "الرجل الذي اخترع عيد الميلاد" : كيف مكنت رواية " انشودة عيد الميلاد" تشارلز ديكنز من انقاذ حياته المهنية وإحيايت لدينا روح هذه العطلة وفي ستة أسابيع فقط جلس ديكنز وكتب واحدة من كلاسيكيات الأدب الغربي. الرواية يدور حول العجوز البخيل "إبنيزر " الذى لا يحتفل ابدا بعيد الميلاد ، وأسرة كاتب الحسابات لديه "بوب كراتشيت" الفقير و كيف تغيرت شخصية العجوز البخيل بعد سلسلة من زيارات الأشباح .. و هذه الرواية لم تمكن ديكنز فقط من استعادة سمعته بل انها في مطلع القرن العشرين كان يعتقد أنها جذبت أكبر عدد من القراء من أي كتاب آخر باستثناء الكتاب المقدس ولا تزال الرواية واحدة من افضل الاعمال المعروفة في اللغة الإنجليزية. بل أبعد من ذلك يجادل ستانفورد - وهو كاتب ومدير برنامج الكتابة الابداعية في جامعة فلوريدا الدولية - ان "أنشودة عيد الميلاد" احدثت تغييرا عميقا في طريقة احتفالنا بعطلة عيد الميلاد. مؤكدا "انه اذا لم يكن ديكنز مخترع عيد الميلاد ، فهو بالتاكيد من اعاد اكتشافه ". و يفسر ستانفورد ذلك بانه قبل رواية "أنشودة عيد الميلاد" ، كان عيد ميلاد المسيح " أقل شأنا نسبيا من عيد الفصح ، مقارنا اهميته فى اثارة النفس بما يثيره اليوم الاحتفال بعيد القديس جورج ." لكن بالنسبة لكثير من المسيحيين في هذه الفترة كان عيد الميلاد غير مريح لهم باعتباره مرتبط بالوثنية وأنهم كانوا يفضلون وضعه فى مرتبة ادنى من غيره من الاحتفالات . ويقول ستانفورد بالتأكيد "لم تكن هناك بطاقات عيد الميلاد في انجلترا عام 1843 ولا شجرة عيد الميلاد... ولا الديك الرومي في عيد الميلاد... ولا توقف الاعمال اسبوعا لمشتروات العيد ، ولا فورة الهدايا... ولا هناك عدد كبير من الخدمات تعمل بمنتصف الليل للاحتفال بميلاد المنقذ ". في النهاية بطبيعة الحال فإنه لا يهم حقا. ديكنز استعاد سمعته (وثقته) وكتب روايات "ديفيد كوبرفيلد" و "توقعات كبيرة" وسلسلة من العناوين الكلاسيكية الأخرى التي مازالت حية - إلى يومنا هذا - ومع ذلك ، لم يتحقق لها نجاحا كبيرا مثل ما حدث مع كتاب انشودة عيد الميلاد .