للعيد فرحة وبهجة لا يشعر بها الناس الا في ظلال الحرية وبعيدا عن أجواء الاحتلال وممارساته وأطماعه في الأرض والموارد التى يذكر اهلها مع قدوم العيد ما يزيد عن أحد عشر ألف أسير كثيرون منهم مر عليهم في غياهب السجن ما يزيد عن الخمسة عشر عاما وأكثر وما تزال السلطات الاسرائيلية تجعل من قضيتهم ورقة للضغط السياسي والمساومات وهو ماعبرت عنه صحيفة القدس العربى. واضافت الجريدة أنه كلما انتعشت الآمال بالإفراج عن عدد منهم في اطار صفقة لمبادلتهم مع الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط تتطرأ مستجدات هنا وهناك تؤخر اتمام الصفقة.وكم ستكون فرحة ذوي من قد يفرج عنهم لو تم التوصل الى اتفاق بين حماس واسرائيل كبيرة خصوصا لو افرج عنهم بمناسبة عيد الأضحى. هناك الكثير من الآلام والكثير من المعاناة ليس فقط بالنسبة لشعبنا بل ايضا على مستوى العالم العربي والاسلامي:حيث الخلافات والنزاعات الهامشية تتحول الى صراعات مزمنة دون اي مبرر ودون حكمة أو تبصر، وربما تؤدي الى سفك الدماء احيانا بين ابناء هذه الأمة، وحيث تغلغلت القطرية والانعزالية والعصبيات المذمومة في النفوس بعيدا عن سماحة الدين وتضامن الشعوب والتقائها حول قضاياها المشتركة وعلى راسها القضية الفلسطينية . وهذا ما يؤلم نفوس الفلسطينيين ويبعث فيهم مزيدا من الاحباط، لأن وحدة العالم العربي والاسلامي كانت وستبقى مصدر قوة للقضية الفلسطينية وسندا راسخا للشعب الفلسطيني في نضاله للوصول الى الحرية والاستقلال والسيادة. المعاناة كبيرة وتتعدد اشكالها وألوانها في وطننا ومن حولنا. لكن هذا لا يمنع ان نتسامى فوق المعاناة لنعطي للعيد بعضا من مظاهره، ولنستمد منه العزيمة على الصمود والتضامن ونسيان الحزازات والحساسيات بين ابناء الشعب الواحد. وفي هذا دعوة لحركتي "فتح" و"حماس" للتوصل الى توحيد الوطن والمصالحة بما ينهي الاقسام والانفصال، ويكفي عامان ونصف العام على التمزق الوطني والتباعد بين جناحي الوطن. فقوق الآلام والجراح والمعاناة يرتفع شعبنا في هذا العيد. ولنقول، كما اعتدنا في مثل هذه المناسبة، لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية ان الأمل رغم كل شيء يتجدد بأن تأتي الأعياد القادمة علينا جميعا وقد تحققت آمالناواتحدت كلمتنا والتقت على الخير اراداتنا. وكل عام وانتم بخير.