تقول الولاياتالمتحدة إن تقرير غولدستون بشأن المحرقة “الإسرائيلية” في قطاع غزة “غير متوازن ويزيد الانقسام في المنطقة”، وترى “أن التصويت في مجلس حقوق الإنسان لمصلحة التقرير لا يعني تحويله إلى مجلس الأمن”. ماذا يفهم من هذا الموقف؟ وفي ردها علي هذا التساؤل قالت جريدة" الخليج" الإماراتية: في ببساطة كانت الولاياتالمتحدة التي قادت حملة سياسية بالتنسيق مع “إسرائيل” لإسقاط التقرير في مجلس حقوق الإنسان وفشلت، تريد ألا يتضمن التقرير ما يشير إلى الجرائم “الإسرائيلية” التي ارتكبت في غزة، أو أن يشير إلى أن “إسرائيل” كانت تقصف المدنيين الفلسطينيين بالورود وليس بالقنابل الفوسفورية، وأن آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا أقدموا على الانتحار، وأن مئات المنازل والمدارس والمستشفيات ودور العبادة التي دمرت تم تفجيرها، ولم تدمرها القنابل الذكية من الأوزان الثقيلة التي زودت بها الولاياتالمتحدة الكيان الصهيوني. لو تم ذلك، لكان التقرير الدولي متوازناً وشفافاً وذا صدقية، لأن المهم بالنسبة للولايات المتحدة هو تبرئة “إسرائيل” والحرص دائماً على حمايتها والذود عن ممارساتها العدوانية وجرائمها. واستطردت الخليج قائلة :هذا الموقف يكشف بوضوح وصراحة انحياز إدارة أوباما المطلق إلى جانب “إسرائيل” مهما فعلت، ويكذّب كل ما يقال ويشاع عن مواقف متوازنة لهذه الإدارة تختلف عن مواقف الإدارات السابقة. كما أن هذا الموقف يعني أن إدارة أوباما سوف تمنع تحويل التقرير إلى مجلس الأمن لمناقشته ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما يعني أن “الفيتو” الأمريكي سيكون جاهزاً للحؤول دون تمريره كي يأخذ طريقه إلى التنفيذ وإحالة مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحكمة الجنائية لتقول العدالة الدولية كلمتها في جرائم الحرب وعمليات الإبادة التي ارتكبوها. عبثاً يراهن المراهنون على تغيير في موقف الولاياتالمتحدة الداعم للكيان الصهيوني والمعادي للعرب وحقوقهم وقضاياهم العادلة. فالتحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب هو الثابت الذي لا يتغير، وهو الذي يحدد مسار السياسات الأمريكية في المنطقة. لكن الوهم الذي تحوّل إلى عقيدة ثابتة لدى العرب، صار وحده هو البوصلة التي تحدد مواقفهم وخياراتهم، لذلك يتمسكون بالسلام كخيار استراتيجي.