في مشهد غريب ألقى كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس"أبو مازن" وخالد مشعل بالأمس خطابا الى الشعب الفلسطيني كلا على حدة وتبادلا الاتهامات حيث اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس ب"التهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية" بحسب جريدة"المستقبل" اللبنانية ، فيما رأى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أنه "لا بديل عن المصالحة بين أبناء الوطن الواحد ببناء منظمة التحرير"، معتبراً أن "القيادة الفلسطينية فقدت شرعيتها منذ كانون الثاني (يناير) 2009 طبقًا للدستور الفلسطيني". وعلى صعيد آخر، تسلم الفلسطينيون مقترحاً مصرياً جديداً حول المصالحة وعدت حركة "حماس" بدرسه واتهمتها فتح بشراء الوقت. اذ طلبت حماس تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة والذي كان مقررا توقيعه في 26 اكتوبر الجاري طلبت تأجيله لحين التعاطي بشكل مناسب مع أزمة تقرير جولدستون ويتضمن المقترح المصري جدولاً زمنياً متدرجاً للمصالحة بحيث توقعه "فتح" و"حماس" حتى 15 الشهر الجاري والفصائل حتى 20 منه على أن يكون حفل إعلان الاتفاق بعد عيد الأضحى. وعلقت جريدة "القدس العربي" اللندنية على قرار مصر بالتأجيل بأنه القرارالأنسب في ظل هذه الاجواء المتوترة والضبابية التي يصعب معها تحقيق اي مصالحة فلسطينية،فقرار تأجيل المصالحة في الوقت الراهن من شأنه منع حدوث انقسامات جديدة قد تكون الأخطر بين سابقاتها بحيث تصعب تسويتها في المستقبل. جريدة "الدستور" الأردنية رأت في قرار التأجيل ضربة جديدة لآمال الشعب الفلسطيني في تحقيق مصالحة سياسية داخلية خاصة في ظل التهديدات الهائلة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني بشكل عام والمقدسات الإسلامية بشكل خاص وهي تهديدات تستدعي التجاوز التام لكافة الخلافات التنظيمية والسياسية ، وكان من المتوقع أن تتنادى الفصائل الفلسطينية المختلفة إلى حوار وطني فوري لرأب الصدع وتوحيد الجبهة الفلسطينية على الأقل في مواجهة الأخطار التي تتعرض لها القدس. وتضيف أن الانقسام الفلسطيني قد أضاع معظم المكاسب القليلة التي تحققت في السنوات الماضية وأعاد الشعب الفلسطيني سنوات إلى الوراء وساهم في تفكيك العمل السياسي الفلسطيني وسيادة العنف والفوضى على حساب القانون وسبب المعاناة لآلاف الأسر والعائلات الفلسطينية وأضاف أعباء جديدة على الشعب الفلسطيني الذي يعاني اساسا من الاحتلال والقمع الإسرائيلي.