قلل مسؤولون “إسرائيليون” وفلسطينيون وأمريكيون من احتمال أن يفضي اللقاء الثلاثي المقرر أن يجمع اليوم الرئيس الأمريكي باراك اوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء “الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. واعتبر بعضهم أن هذا الاجتماع لن يزيد عن كونه فرصة لالتقاط الصور لأوباما الذي لم يحقق الكثير حتى الآن. وقال نير حيفيتز المتحدث باسم نتنياهو إن هذا الأخير سيدافع عن التوسع الاستيطاني خلال اللقاء. وقال في تصريحات لراديو الجيش “الإسرائيلي” إن بعض الساسة يرون أن وقف البناء أو التنازل عن ما أسماها “أراضي الوطن” أو الإضرار بالاستيطان، أمر يمكن أن يساعد “إسرائيل”، وأضاف “لا يمكن اعتبار نتنياهو من بين هؤلاء”. واستطرد “يعتبر (نتنياهو) المستوطنات كشركة صهيونية والمستوطنين كأشقاء له”. وقال سكرتير الحكومة “الإسرائيلية” تسفي هيرتسوغ لإذاعة الجيش “إن الظروف لم تنضج بعد لإعادة إطلاق مفاوضات رسمية، لكن هذا اللقاء خطوة في الاتجاه السليم”. وقال، قبل أن يغادر نتنياهو الى الولاياتالمتحدة، “ليس من قبيل الصدفة أن يكون الفشل مصير كل المحاولات التي جرت منذ سنوات للتوصل الى اتفاق. وقال نائب وزير الخارجية داني ايالون “أهم ما في هذا اللقاء هو انعقاده”. وتابع “آمل أن يتم إفهام محمود عباس بوضوح خلال هذا اللقاء أن عليه تغيير موقفه المطالب بالحد الأقصى إن كان يريد إحراز تقدم”، في إشارة إلى مجرد مطالبة السلطة بتجميد الاستيطان. وكتب ناحوم برنياع المحلل “الإسرائيلي” البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الاجتماع “مزحة على حساب الرئيس الأمريكي الذي اختار التدخل في سياسات الشرق الأوسط وعانى من ذلك”. وكتبت “يديعوت” في افتتاحيتها “ثمة قمة لكن من دون آمال كبيرة”. وسخرت من الاجتماع الثلاثي وكتبت انه “ليس لقاء، بل نصف لقاء. ما سيجري في نيويورك هو مزحة على حساب الرئيس اوباما”. أما صحيفة “معاريف” فرأت أن “اوباما يستعرض عضلاته” وكتبت أن “الرئيس (الأمريكي) سئم مهمات ميتشل العقيمة. لذلك وجه دعوة الى القائدين “الإسرائيلي” والفلسطيني لم يسعهما رفضها”. واعتبرت “هآرتس” أن عباس هو الذي “سيكون لديه ما يخسره اكثر من غيره” في هذا اللقاء الذي تسعى من خلاله “إدارة اوباما خصوصا الى الحصول على صورة للقادة الثلاثة وهم يتصافحون وكأن المفاوضات استؤنفت”. وفي واشنطن، أعلن روبرت جيبس المتحدث باسم الرئيس الأمريكي ان ليس للأخير “توقعات كبيرة” من لقاء نيويورك. وقال لصحافيين في الطائرة التي تقل اوباما الى ولاية نيويورك حيث سيلقي خطابا حول الاقتصاد “ليست لدينا توقعات كبيرة من لقاء واحد”. وسيتوجه اوباما بعدها الى مدينة نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يجتمع عباس ونتنياهو اليوم الثلاثاء. وفي الجانب الفلسطيني قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن التدخل الشخصي لأوباما محل ترحيب. وأضاف في بيان انه لا يمكن أن تتملص “إسرائيل” من التزامها، وذكر أن تجميد الاستيطان هو التزام “إسرائيلي” وليس شرطا مسبقا. وقال مسؤول فلسطيني كبير ل “فرانس برس” طالبا عدم ذكر اسمه “سيكون لقاء شكلياً لأننا لم نكن نريد أن نخيب أمل الإدارة الأمريكية التي طالبت بعقده”. وأضاف “هذا لا يعني استئناف مفاوضات لأن هذا مرهون بوقف الاستيطان”. لكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعت عباس إلى العدول عن المشاركة في اللقاء، واصفة في بيان لها حضور اللقاء بمثابة “الاستجابة للضغوط الأمريكية والتخديم على المصالح الأمريكية و”الإسرائيلية””، معتبرة اللقاء هدية مجانية لنتنياهو وحكومته العنصرية. وقال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إنه “لا أحد مخول التوقيع على اتفاق سلام مع “إسرائيل” نيابة عن الشعب الفلسطيني”. وأضاف خلال خطبة العيد في غزة، إنه من غير المسموح “لأي شخص كان أن يتنازل عن القدس أو حق العودة أو قضايا الحدود والمستوطنات”. وقالت حركة “حماس” في بيان إن “هذا اللقاء المشبوه يعد تشجيعاً لاستمرار الهجمة الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدس، وغطاءً فاضحاً لحكومة العدو ومواقفها العدوانية وتنكّرها لحقوق شعبنا، في الوقت الذي يستمر الحصار والتجويع لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”. واعتبرت أن هذا اللقاء يؤكد إذعان السلطة “للإرادة الصهيوأمريكية، وتراجعه الواضح عن موقفه الرافض لأي لقاء أو تفاوض مع الصهاينة قبل الوقف التام والشامل للاستيطان”. وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن لقاء نيويورك سيفك “الحصار الدولي” على حكومة نتنياهو ويؤمن تغطية على سياساتها العدوانية التوسعية وحصارها لغزة. وقللت الجبهة في بيان لها أمس، من أهمية هذا اللقاء واعتبرته غير مفيد طالما أن الاستيطان متواصل. وأكدت الجبهة أنها أرسلت إلى عباس رسالة دعته فيها إلى الاعتذار عن اللقاء طالما يتواصل الاستيطان.