الواضح من مجمل الظروف التي تحيط بعملية إطلاق المفاوضات المباشرة بين واشنطنوطهران, أن إدارة أوباما سوف تكون أكثر الجميع حذرا من أن تستثمر إيران المباحثات لكسب المزيد من الوقت دون طائل وسوف تكون أول الأطراف استعدادا لإنهاء عملية التفاوض إن لم تسفر عن نتائج واضحة ومحددة قبل نهاية هذا العام, الموعد الذي حدده أوباما لاستمرار التفاوض حول الملف النووي الإيراني. واذا كانت خطة إيران في التفاوض أن تجعل الملف النووي الإيراني مجرد عنصر في مشروع تفاوض ضخم يحتوي علي عناصر عديدة تبدأ باستعداد إيران للاسهام في أية جهود لنزع السلاح النووي من العالم بهدف ربط مشروعها النووي بمصير الترسانة النووية الأمريكية والترسانة النووية الإسرائيلية إضافة الي اقتراحات أخري عديدة تتعلق بفرص التعاون المشترك لمحاربة الإرهاب في أفغانستان وتسوية نزاع الشرق الأوسط فإن خطة أوباما تستهدف إخراج الملف النووي الإيراني من كومة الاقتراحات العديدة التي قدمتها طهران ووضعه علي مائدة التفاوض لمباحثات صريحة تتناول قضية إصرار إيران علي الاستمرار في جهود تخصيب اليورانيوم الأمر الذي تتحفظ عليه حكومة طهران. ومن ثم فإن احتمالات الصدام تفوق كثيرا احتمالات الوفاق إلا اذا نجح الروس والصينيون في اقناع كل من طهرانوواشنطن بموقف وسط يقبل فيه الجانبان استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم علي نطاق أكاديمي علمي بعيدا عن أي نشاط تجاري ضمن حفنة من الحوافز تضمن أمن طهران وتعترف بحقوقها الإقليمية في منطقة الخليج. ولايزال جوهر المشكلة يكمن في رفض الولاياتالمتحدة والغرب لجهود إيران في تخصيب اليورانيوم, حتي إن كان بهدف انتاج وقود نووي منخفض الكثافة لأن نجاح إيران في إنتاج وقود نووي مخصب عند درجة منخفضة ربما لا تزيد علي أربعة في المائة يمكنها من إعادة تخصيب هذا الوقود ورفع كفاءته الي حدود98 في المائة بما يجعله صالحا لصنع قنبلة نووية. وعلي حين تصر طهران علي أن هدفها الوحيد من التخصيب انتاج الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية في إنتاج الكهرباء, تؤكد تقارير المفتشين الدوليين الأخيرة أن إيران زادت من قدراتها علي تخصيب كميات أكبر من اليورانيوم بزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي العالية السرعة التي تم تركيبها أخيرا في معامل ناتانز الي حدود8 آلاف جهاز كما أنها لاتزال ترفض الإجابة عن عدد من أسئلة الوكالة الدولية للطاقة حول علاقة الحرس الثوري الإيراني ببرنامج يحمل اسم الملح الأخضر يتشكك بعض المفتشين الدوليين في أن يكون الشق العسكري الخفي لبرنامج إيران النووي. الاهرام