لأنه تسلل منذ بداية المشوار وحتى تسجيل الهدف تنتهي النتيجة بضياع وانحراف وصغر كبير.. هذا هو الوصف الدقيق لزيجات تتم سريعاً من المتسللات الصغيرات اللائي يقدمن مع أسرهن لحدود المملكة. وتبدأ المأساة في جنح الليل حيث تحط الأجساد وقد أعياها إنهاك الطريق وقلق المصير.. وعلى الطرف الآخر، تبرز إغراءات الكرم التي تبدأ بالضيافة وتنتهي أحياناً بزيجات من هذا النوع. يقدم طالب الزواج سلسلة من الإغراءات، فسوف يمنح أسرة العروس مهراً كبيراً، وسوف يسعى لهم في الإقامة.. ولأن المسألة الأخيرة تحتاج لبعض الوقت، فلتتم خطوة الزواج أولاً! يحمل نفسه ويحضر شاهدين ويعقد لنفسه بعقد غير موثق رسمي عن طريق أوراق عادية يكتبها لأجل الظفر بتلك الزوجة والتنقل بها، والسفر وعلاجها وربما يصادر حقها الشرعي في الأبناء فينسبونهم لأم سعودية إذا وافقت الزوجة السعودية الأولى والتي تشترط بدورها مبالغ عالية للستر على زوجها فيكونان بذلك شريكين في مخالفة أنظمة الدولة. هكذا يشكل المجهولون في المناطق الحدودية خطرا كبيرا، سواء من الناحية الأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، وما يترتب على ذلك من ضياع للأنساب، كما أن البعض يقدم على استغلال هوية أسرته من خلال دفتر العائلة في علاج أولئك المجهولات أو السفر والتنقل بهم بحجة إنهن سعوديات ومضافات معه في دفتر العائلة وغير ذلك من وسائل للكسب وجلب المال. علاج في المستشفيات وتغيير في الأنساب، وتحايل على الجهات الأمنية في السفر عبر المطارات والطرق السريعة والمحاكم صور كثيرة لاختراق الأنظمة والإصرار على ارتكاب تلك الأمور التي تقود في النهاية لجرائم في المجتمع، مثل ضياع الأبناء وحقوقهم، ونسبهم، وتشردهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية كونهم أصبحوا أبناء سعوديين. زوج الست ومن القصص الواقعية لذلك ما ارتكبه البعض من أفراد المجتمع وما سجلته الجهات الأمنية والقضائية والحقوقية والخدمية . ومن أولئك موظف هيئة جازان صاحب القصة المشهورة والذي تجاوز حد التعدد ليتزوج ب6 نساء منهن 3 سعوديات و3 يمنيات بينهن اثنتان من مجهولات الهوية والذي كان يقوم باستئجار شقق مفروشة بدفتر العائلة الخاص به بزوجاته السعوديات على إنهن إحدى زوجاته السعوديات، وذلك في 3 محافظات. ونشرت "الوطن" قصته في 13من شهر يوليو من عام 2008. وهناك شاب آخر سجلت قضيته في سجلات الأمن بعد أن ضبط أثناء متاجرته بدفتر عائلته حيث كان يجمع عدداً من النساء، في منزله ومن ثم يقوم بنقلهن إلى جدة عن طريق النقل الجماعي على أنهن من أسرته وذلك بشكل أسبوعي، مقابل مبلغ 1000ريال بالإضافة للإقامة، والوجبات أثناء الرحلة، ولكثرة تكراره رصده رجال البحث وأعضاء الهيئة وتم القبض عليه واتضح أنه قد حول منزله وكرا لتجميع زبائنه. وهناك من حاول إدخال زوجته المجهولة المستشفى عند ولادتها وكان مصيرها الوفاة نتيجة خطأ طبي عند إعطائها فصيلة دم حسب الموجود في ملف زوجته السعودية التي أدخلها باسمها حيث إنها أعطيت فصيلة دم لا تتطابق مع فصيلتها، مما دعا إلى التحقيق ليكشف لهم الزوج بأنه حاول تظليلهم في إعطائهم معلومات تخص زوجته السعودية بينما هي مجهولة وليس لديها أوراق ثبوتية. ولو ذهبنا للجانب الإنساني فسوف نجد المآسي لتلك المخالفة التي اقترفها البعض في لحظة رغبة جامحة لقضاء المتعة الزائفة والضحية هم الأبناء. أبو ناصر شاب في الثلاثين من عمره تزوج بيمنية لقرب قريته من الحدود ورزق منها بولدين أحدهما كانت ولادته في مستشفى صامطة، وولدت معه المعاناة فقد احتجز المستشفى الابن والزوجة حتى يتم إحضار إثبات، وبعد قرابة 48 ساعة من ولادة الزوجة تمكن من إخراجها، بطريقة التوقيع على بعض الأوراق التعهدية، ويضيف أبو ناصر أنه ظل يعاني من تلك الحالة ولا يزال حتى الآن والتهديدات تتوالى بترحيله وزوجته وأبنائه من ديارهم إذا لم يضفهم، ويشير أبو ناصر إلى أنه قدم له مولود آخر ولكن كانت الولادة في المنزل خوفا أن يكون مصير الزوجة والابن الترحيل، كما أن أكبر أبنائه بلغ سن الدراسة، ولن يستطيع إدخاله المدرسة لكونه غير مضاف معه في دفتر العائلة. وكذلك فإن علاجهم يؤرقهم عندما يمرضون فالمستشفيات الحكومية ترفضهم، وليس أمامه إلا الصيدليات، والمستوصفات الخاصة، ويضيف أبو ناصر أنه لا يستطيع الذهاب للعمرة أو الحج أو التنزه فخروج أسرته من قريته يعتبر في غاية الخطورة فهم حبيسون الجدران دائما. المعلم حسن الخبراني بإحدى مدارس العارضة يحكي قصة مؤلمة لشاب تخرج من الثانوية العامة، ولكنه حرم من الشهادة لعدم حصوله على بطاقة لكونه لم يضف مع والده، لأن أمه من الجنسية اليمنية، فهو ينظر لزملائه على المقاعد الجامعية ولآخرين في الكليات العسكرية، وينتظر الفرج بأن يصحح وضع أسرته. ويحكي الخبراني قصة طالب آخر أنهى هذا العام دراسة المرحلة المتوسطة، وطلب منه إحضار بطاقة أو دفتر عائلة والده يكون مضافا فيه حتى يتمكن من التسجيل في المرحلة الثانوية. إلا أنه لم يجد سبيلا للحاق بزملائه فعاد إلى المنزل ينظر في أخويه اللذين سباقاه ولم يستطيعا إكمال دراستهما والسبب لأن الأب سعودي، والأم يمنية. في ظل تلك الحالات من عدم حصول الأبناء على حقهم في الإضافة لكون زواج والدهم غير نظامي. كان الكثير ضحية لتجار المخدرات، والتهريب فسقطوا بحثا عن لقمة العيش، ولكن بطريقة غير مشروعة