برزت توقعات بان تشهد سوق السيارات المصرية حالات تكتل أو اندماج بين أطراف عاملة فى المجال، لتحريك المبيعات التى شهدت تباطؤا ملحوظا بفعل تأثيرات الأزمة المالية العالمية، وسط انقسام الاراء ما بين مؤيد ومعارض. وقال اللواء عفت عبدالعاطى رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية أن ما شهده القطاع مؤخرا من ظهور تكتل يضم أحد الوكلاء وموزعيه من خلال تأسيس شركة مساهمة بينهم، يمكن أن يتكرر بصور أخرى، لافتا إلى إمكانية تكرار نموذج شركة "جنرال موتورز" من خلال اختيار وكيل رئيسى وشبكة موزعين معتمدين مع وكلاء آخرين،بحسب صحيفة المصري اليوم. وأشاد عبدالعاطى بظهور هذه النماذج في السوق المصرية، معللا ذلك بأنه يستهدف تعزيز المبيعات وإضافة ميزات جديدة إلى خدمات ما بعد البيع. واتفق معه عمر بلبع نائب رئيس الشعبة، موضحا ان ظهور حالات للعمل الجماعي فى سوق السيارات مؤشر جيد على تحقيق نتائج أفضل، مؤكدا أنه يؤدى إلى تحقيق مصلحة أكبر للعاملين فى القطاع. ورأى أن التكتل يعزز من موقف الوكيل أمام الوكلاء الآخرين الذين ينافسونه فى الحصول على حصة سوقية مناسبة، خاصة فى الفئات ذات الأسعار المتقاربة. في المقابل رأى أحد خبراء السيارات أن هذه النوعية من التكتلات قد تحد من التنافسية التى تصب فى صالح العميل الذى يبحث عن فارق فى الأسعار بشكل أساسى بين الموزعين المختلفين. وأشار الخبير إلى أنه إذا ما اتفق الوكيل مع الموزعين الذين يشاركونه فى تكتل واحد على تثبيت الأسعار، وطرح خدمات مشابهة يحمل ممارسات ضارة بالسوق، باعتبار أن ترك السوق للتنافس بين اللاعبين فيها من خلال هامش الربح المستهدف لكل موزع أو تاجر يسمح بحصول العميل على عروض متعددة. وبينما أيد عاملون فى قطاع السيارات إمكانية تكرار نماذج التكتل والاندماج،إلا أن المهندس محسن طلائع الخبير فى قطاع السيارات لفت إلى عدم سهولة تحقيق ذلك، باعتبار أن شريحة عريضة منها تقوم على أساس الشركات العائلية، التي تواجه حسب تكوينها فكرة الاندماج أو التكتل مع كيانات أخرى عاملة فى المجال. ولفت إلى إمكانية تنوع أدوات بيع السيارات مثلما شهدت السوق مؤخرا من قيام بعض الوكلاء بتأسيس شركات للبيع بالتقسيط المباشر دون لجوء العميل للبنوك، وذلك فى خطوة لتعويض الفجوة التى كانت محققة فى المبيعات خلال السنوات الثلاث الماضية اعتمادا على التسهيلات الائتمانية من البنوك للأفراد لشراء سيارة والتى كانت تمثل ما يقرب من 60% من مبيعات شركات السيارات فى مصر. وفي خطوة للحفاظ على سوقها المحلي وتوفير برامج تمويل تنافسية لها من خلال محفظة الشركة الجديدة، أسست المجموعة البافارية الوكيل الوحيد لسيارات BMW فى مصر مؤخرا شركة مساهمة مع مجموعة عزالعرب وشركة المتحدون للتجارة والتوزيع ياسين برأسمال مصدر 500 مليون جنيه. وكان عفت عبد الهادى رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية قال إن السوق المصرية تمر بأسوأ حالاتها بربع قرن تقريبا، ورغم توقع مجلس معلومات السيارات عودة مبيعات السوق إلي معدلاتها الطبيعية في الربع الثالث من 2009 ، الا أنه أكد أن السوق لن تعود لحالها السابق قبل 2011.