تجار سيارات يستغلون الطلب على بعض الفئات برفع أسعارها.. والوكلاء ينفون علاقتهم ب«المضاربات»

فى اتجاه مغاير لحركة سوق السيارات التى تشهد تباطؤا كبيراً فى المبيعات، ظهرت «سوق سوداء» فى عدد من الفئات، التى شهدت طلباً مرتفعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذى دفع بعض الموزعين والتجار إلى رفع أسعارها، مستغلين قلة المعروض منها ورغبة العملاء فى تسلمها دون الانضمام إلى قائمة الانتظار التى تمتد عدة أشهر.
وقال عاملون فى القطاع إن السوق السوداء شملت بعض فئات «كيا»، و«رينو»، و«شيفروليه» و«إسبرانزا» و«هيونداى»، على عكس حركة السوق التى تقف على أعتاب العام الثانى من الركود بفعل تأثيرات الأزمة المالية العالمية.
وقال مصدر مسؤول فى شعبة السيارات بغرفة تجارة القاهرة ل«المصرى اليوم» إن فئة «كيا كارينز» تباع من قبل بعض الموزعين بزيادة 10 آلاف جنيه على ما هو مطروح من قبل الوكيل، كما تباع ال«كيا سيراتو» أعلى من سعرها الطبيعى بنحو 3 آلاف جنيه.
وأشار المسؤول إلى أن الفئات التابعة لبعض السيارات الأخرى، مثل «شيفروليه لانوس»، و«إسبرانزا تيجو»، «رينو لوجان»، و«هيونداى فيرنا» تباع أعلى من سعرها بما يتراوح بين ألف و3 آلاف جنيه.
ورأى أن التجار ليسوا مسؤولين عن ظهور السوق السوداء فى هذه الفئات، وإنما الموزعون الذين يتوسطون حلقة البيع بين الوكيل والتاجر النهائى، مشيراً إلى أن بعض الموزعين استغلوا ارتفاع الطلب على هذه الفئات وطرحوها للتاجر بأسعار تزيد على المحدد من قبل الوكيل. وأضاف أنه ليس لشعبة السيارات صلاحية التدخل فى مثل هذه الحالات، لافتاً إلى أن الأمر يرجع إلى العرض والطلب فى السوق.
من جانبه، قال المهندس خالد نصير، رئيس مجلس إدارة شركة «EIT» وكيل كيا فى مصر، إن ما يقوم به بعض التجار من رفع سعر عدد من الفئات خارج سيطرة الوكيل، مشيراً إلى استغلالهم عدم وجود عدد كاف من بعض الفئات ليطرحوها بأعلى من أسعارها. وأشار نصير إلى سعى الشركة إلى زيادة المعروض من فئات كيا المختلفة، لتفادى المشكلة الحالية،
موضحاً أنها نتاج مشكلة فى عمليات الشحن من كوريا الجنوبية، البلد الأم للسيارة المطروحة، مما أدى إلى حدوث عجز فى بعض الفئات، غير أنه تم حل المشكلة وسيتم إنهاء أزمة العجز فى المعروض مع مرور الوقت.
من جانبه، أقر عمر بلبع، نائب رئيس الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية والموزع المعتمد لسيارات شيفروليه، بأن السوق شهدت بالفعل مؤخراً نوعاً من العجز فى سيارات «شيفروليه لانوس» بعد أن شاركت فى مشروع إحلال التاكسى، غير أن الأمور عادت إلى طبيعتها وأصبحت متوفرة بالسوق.
ونفى قيام الموزعين برفع أسعار بعض الفئات التى تشهد طلباً متزايداً، وإنما يستغل بعض التجار رغبة العميل فى سرعة تسلمها ويقومون برفع سعرها.
وفى هذا السياق، قال المهندس رأفت مسروجة، رئيس لجنة السيارات فى جهاز حماية المستهلك، إن الجهاز لا يتدخل فى سياسات تسعير السيارات، مشيراً إلى أن الحكومة لا تتدخل إلا فيما يتعلق بالسلع والمنتجات المدعومة فقط. وحمل مسروجة العملاء مسؤولية ممارسات بعض الموزعين والتجار، مطالباً بالامتناع عن شراء السيارات التى تباع بأعلى من سعرها الطبيعى، بهدف ضبط الأسواق.
وأشار إلى أن ظاهرة «السوق السوداء» ناتجة عن عدم وعى العميل، بالإضافة إلى رغبته فى اقتناء السيارة بغية إثبات تميزه عن غيره فى الحصول عليها.
تأتى هذه الظاهرة رغم تعرض السوق لتباطؤ ملحوظ فى المبيعات بفعل الأزمة المالية العالمية، لتنخفض المبيعات خلال النصف الأول من العام الحالى بنحو 40٪ مسجلة 67 ألف سيارة ركوب، مقارنة بما تحقق خلال الفترة نفسها من العام الماضى.