فى اطار الجهود والجولات الدبلوماسية المستمرة لاحتواء موجات العنف بالاراضى المحتلة ،واستعداد للقمة الدولية للسلام بالشرق الأوسط ، تأتى زيارة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة حيث ستقوم الاربعاء 19 سبتمبر بزيارة إلى اسرائيل والضفة الغربية بهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلى على تحقيق تقدم خلال مؤتمر سلام الشرق الأوسط المقررعقده أواخرالعام الجارى برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية ، الى جانب تقريب وجهات النظر بينهما بشأن الاعلان عن الدولة الفلسطينية ، فرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت يريد الاعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية، لكن دون الدخول في تفاصيل هذا الامر، في حين يرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان يكون اعلان الدولة مرتبط بالحديث عن قضايا جوهرية محل خلاف بين الطرفين، ومن اهم هذه القضايا :الحدود النهائية بين الدولتين، ووضع القدس، وعودة اللاجئين. وقد أجرت رايس قبل زيارتها للمنطقة اتصالات دبلوماسية مع نظرائها بالشرق الاوسط لكسب التأييد الدولى للقمة المقبلة ومساعدة عباس واولمرت على تحقيق تقدم فى المفاوضات بينهما لتنفيذ حل اقامة الدولتين .وتسعى رايس خلال زيارتها إلى الشرق الأوسط الى حشد التأييد اللازم للاعلان عن الدولة الفلسطينية، وضمان دعم الدول العربية الكبرى لها ، على اعتبارأن مسألة الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية ستكون قضية محورية على اجندة مؤتمر السلام المرتقب . وقد اعلن مسئولون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيستقبل "رايس" الخميس المقبل فى رام الله لاطلاعها على ما تحقق فى المحادثات الثنائية الأخيرة بين عباس وايهود أولمرت ،وسوف تبحث معه مايمكن لبلادها القيام به لانجاح اللقاء الدولى المنتظرفى منتصف نوفمبر المقبل، الى جانب مناقشة مضمون جدول أعمال مؤتمر الخريف الذى من المتوقع أن يتضمن عدة قضايا على رأسها الاستيطان و الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والأوضاع فى قطاع غزة ،وكيفية اطلاق عملية سلام تقود الى انهاء الاحتلال . كما سيتوجه عباس يوم الجمعة الى نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدةوالقاء كلمة السلطة الفلسطينية ، وسيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة اجتماع للجنة الرباعية ،يشارك فيه مبعوث اللجنة للشرق الأوسط تونى بلير الذى سيقدم خطة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين اقتصاديا . ومن ناحية أخرى ،دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت أعضاء حكومته إلى إجراء اتصالات مع نظرائهم الفلسطينيين لتوسيع مساحة التفاهمات الثنائية بين الجانبين .وصرح أولمرت قبيل بدء جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية الأحد بأن فرقا إسرائيلية - فلسطينية مشتركة تواصل عملها نحو صياغة ورقة توضح نقاط التفاهم المشتركة تمهيدا لانعقاد مؤتمر السلام الإقليمى بعد نحو شهرين .وأضاف أنه يعتزم طرح هذه الورقة أمام مجلس الوزراء لدى إنجاز صياغتها ، وأنه يحق للكنيست طلب مناقشتها أيضا . وقد قلل أولمرت الأحد من سقف التوقعات المتعلقة بمؤتمر السلام المنتظر،وقال إن الإسرائيليين والفلسطينيين بصدد الإعداد لإعلان مبادئ مشترك، يمثل الخط الرئيسى للاجتماع الدولى ،وليس صياغة اتفاق مبادئ ،ونفى عباس بدوره صحة التقارير الإعلامية التى تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية الأسبوع الماضي ،وتضمنت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس عباس بصدد صياغة اتفاق مبادئ قبل انعقاد المؤتمر الدولي المُتوقع عقده في شهر نوفمبرالمقبل. وكان عباس وأولمرت قد أعادا تأكيد التزامهما، عقب اجتماعهما يوم 10 سبتمبر الماضي، بحل قائم على إقامة دولتين لانهاء الصراع في الشرق الأوسط الذي استمر عقودا من الزمان وعين كل منهما فريق التفاوض الذي سيشارك في مؤتمر السلام الدولي. وأكدت السلطة الفلسطينية اليوم الاثنين أن جوهر الاتفاق المحتمل أن يتوصل اليه الفلسطينيون و الاسرائيليون خلال المؤتمر الدولى للسلام أهم من شكله .ودعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رايس الى عدم اضاعة الوقت و الوضوح فى التحرك السياسى التحضيرى للقاء الخريف بهدف تسوية الصراع الفلسطينى الاسرائيلى مؤكدا فى بيان صحفى ان لقاء الخريف لا معنى له اذا لم يطلق عملية سياسية حقيقية واذا لم تشارك فيه جميع الاطراف العربية المعنية بالتسوية ومبادرة السلام العربية وفى المقدمة منها : منظمة التحرير الفلسطينية و سوريا ولبنان ،مشيرا لضرورة التوصل الى تسوية فى اطار الاممالمتحدة على اساس قرارات الشرعية الدولية . وقد نقلت صحيفة "هاأرتس" الاسرائيلية عن مستشار الرئيس الفلسطينى نمر حماد تعقيبا على تصريحات أولمرت ، قوله ان الرئيس محمود عباس لن يحضر قمة السلام فى واشنطن فى نوفمبر القادم مالم توافق اسرائيل على التوصل الى اتفاق مبادىء مع الفلسطينيين مشيرا الى ان هذه القمة قد تكون محفوفة بالمخاطر. وذكر الموقع الالكترونى للصحيفة على شبكة الانترنت اليوم الاثنين انه مع الاستعداد لزيارة رايس للقدس ،قدم السعوديون بعض الشروط المسبقة مقابل حضورهم ،واذا قررت السعودية ، راعية اتفاق مكة ،حضور هذا المؤتمر الذي يشارك فيه اسرائيليون ،فان ذلك يمكن ان يعتبر بمثابة انتصار دبلوماسي لرايس التي يواجه اداؤها في الدبلوماسية الاميركية جدلا متزايدا في الولاياتالمتحدة..لكن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أعلن مؤخرا انه "يشك" في مشاركة المملكة في مؤتمر السلام الدولي اذا لم يتطرق الى "القضايا الرئيسية". وفى السياق نفسه ،اجرت مصر اتصالات مع روسيا والاتحاد الاوربى للتشاور حول الاجتماع الدولى الذى دعت اليه الولاياتالمتحدة الخريف القادم ،فقد وجه احمد ابو الغيط وزير الخارجية رسائل لكل من نظيره الروسى والمنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوربى ،وتضمنت الرسائل رؤية مصر حول الاجتماع والرغبة فى تنسيق المواقف مع روسيا و الاتحاد الاوربى باعتبارهما اعضاء فى اللجنة الرباعية الدولية واطرافا ذات ثقل فى العمل الدولى. وتناولت الرسائل الموضوعات التى تراها مصر مهمة ليتطرق إليها الاجتماع وما يمكن ان يتمخض عنه من نتائج أو وثائق خاصة فى ضوء مايتردد بشأن تباحث الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى حول وثيقة يتم اعتمادها خلال الإجتماع .،حيث ترغب مصر فى أن تكون أى مفاوضات مقبلة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى محكومة بإطار زمنى محدد حتى لاتتكرر مسألة التفاوض مفتوح الأمد بين الجانبين والذى لن يفيد القضية الفلسطينية بأى شكل. فى حين نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست "الاسرائيلية على موقعها على الانترنت السبت عن ليفني انه ينبغي استغلال وجود حكومة اسرائيلية يمكنها ان تجري حوارا موضحة ان الهدف ليس فقط التوصل الى اتفاق موثق بل ايضا دفع المصالح المشتركة مشددة على ضرورة الوضع في الاعتبار انه يوجد فجوة بين رغبات الحكومة الفلسطينية والتنفيذ الفعلي لهذه الرغبات. واشارت الصحيفة الى ان ليفني اوضحت ان اسرائيل لا يمكنها مناقشة مباديء المفاوضات وانها لو كشفت عما تستطيع ان تقدمه من تنازلات، فستدخل المفاوضات في حالة اسوأ واضافت ان كل ما تستطيع قوله حاليا هو رغبة اسرائيل في تنفيذ حل اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية جنبا الى جنب. واضافت وزيرة الخارجية الاسرائيلية "لقد انسحبنا من غزة بهدف السماح للفلسطينيين ببدء تدبير أمورهم بصورة ايجابية وهو امر لم يحدث لأن الارهاب سيطر على المكان كما اننا غادرنا غزة ايضا لسبب آخر هو عدم تحملنا بعد الآن مسئولية ليس فقط القضايا الامنية بل ايضا القضايا الانسانية والمالية لنصل الى نقطة يمكننا خلالها الاعلان عن انهاء الاحتلال وهو ما لم يحدث لأننا لا نزال نجد انه يتم تحميلنا مسئولية ما يحدث هناك". ويتزامن مع هذه الاستعدادات للمؤتمر الدولى للسلام ،انتهاء بريطانيا من إعداد وثيقة اعتبرتها خريطة طريق لبناء الاقتصاد الفلسطيني, بمشاركة أطراف دولية وإقليمية حيث من المقرر أن يعلن ديفيد ميليباند وزير خارجية بريطانيا اليوم الاثنين الخريطة بعنوان "الأوجه الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط.".وصرحت مصادر بريطانية بأن الخطة استغرق وضعها عامين، وستدعو الخريطة إسرائيل والدول والجهات المانحة إلي تقديم المساعدات لبناء اقتصاد فلسطيني لضمان استمرار الدولة الفلسطينية الموعودة. وفي تقديمه للتقرير، أعرب جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني عن اعتقاده الراسخ بارتباط الاقتصاد والسياسة والأمن, وأن وجود اقتصاد فلسطيني قوي قابل للحياة يمثل عنصرا حيويا من عناصر قيام الدولة الفلسطينية مستقبلا. ومن جهته عبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين عن رغبته في مشاركة باريس في هذا المؤتمر، وصرح كوشنير الذي يقوم بجولة في المنطقة ان "فرنسا مستعدة للمشاركة فيه وان تقوم بدور فاعل وان تقدم اقتراحات". وفى غضون ذلك ، واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلى ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة فيما تبنت ثلاث أذرع عسكرية فلسطينية الهجوم على مواقع اسرائيلية في محيط القطاع بقذائف صاروخية محلية الصنع. كما قصفت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية مهبط الطيران العسكري القريب من موقع "كيسوفيم" داخل الخط الأخضر بصاروخ "ناصر 3" محلى الصنع.وأعلنت الألوية - في بيان صحفى الاثنين - ان هذه العملية تاتي في اطار الردود الطبيعية على جرائم الاحتلال مؤكدة عودة المجموعة التى نفذت العملية رغم انتشار طائرات مروحية من نوع "أباتشي" فى سماء المنطقة. وأعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن فتى فلسطينيا يدعى محمد علي مصباح جبارين -16 عاما- استشهد بنيران اسرائيلية حيث اخترقت رصاصة خاصرته أثناء اقتحامهم مدينة رام الله وسط الضفة الغربية فجر الاثنين والتى شهدت شوارعها زحاما شديدا وسط مشاعر غضب من ممارسات جنود الاحتلال فى شهر رمضان المبارك. وفى جنين شمال الضفة اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الاثنين فلسطينيا يدعى محمد فايز حسين -24 عاما-من منزله الذي يقع وسط مدينة جنين .وإشتبكت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح مع قوة اسرائيلية خاصة توغلت فجر الاثنين شرقى مخيم المغازى وسط القطاع. كما توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلى فجر الأحد فى محافظة رفح جنوب قطاع غزة وأفاد شهود عيان بأن عشرات الآليات العسكرية ترافقها عدة جرافات مدرعة توغلت فى منطقة العمور شرق المحافظة انطلاقا من معبر صوفا وسط إطلاق نار كثيف وتحليق مكثف للطيران الحربى الإسرائيلى. وقصفت الطائرات المروحية الإسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل مصلى معاذ بن جبل شمال المنطقة مما ألحق أضرارا مادية جسيمة دون وقوع إصابات في صفوف المواطنين حيث كان خاليا لحظة القصف. 17/9/2007