صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فى سلسلة "فنون بلدنا" كتاب للمؤلف محمد الدسوقى بعنوان" الشموع والفوانيس والخيامية فى حى الدرب الأحمر". يتناول الكتاب موضوعات تصنيع الشموع وارتباطها بالممارسات الاحتفالية، وكذلك تصنيع الفوانيس والخيامية. تبدأ الدراسة بالشموع وارتباطها بكثير من المناسبات التى يحتفل بها المصريون وغيرهم وتلقى الضوء على مواقع إنتاجها، ثم تعرض لعملية التصنيع ومراحلها حتى تصبح الشموع منتجا يفى بحاجات مستخدميها. وقد حاولت الدراسة حصر الأشكال المتعددة للشمع البلدى وأسمائها والمهن الأخرى المرتبطة بالشموع، وتوضيح دور الخبرة وانتقالها من جيل الى جيل وبعض المشكلات الخاصة بالحرفة، كما قامت بتحليل جماليات بعض أنواع الشموع التى تستخدم فى المناسبات المختلفة وعرضت لبعض هذه المناسبات وقدمت كشفا لغويا للمصطلحات المستخدمة بين الحرفيين الذين يعملون فى هذه الحرفة ومعانيها ودلالتها. وقد ارتبطت الشموع بالكثير من الممارسات الشعبية الخاصة بالمسلمين والمسحيين على السواء فى منطقة الدرب الأحمر، ومن أنواع الشموع "شمع السبوع، شمع أعياد الميلاد، الشمع العرايسى، وشمع فانوس رمضان". كما ترتبط الشموع ببعض المعتقدات الشعبية الذى واضحا فى النذور وفى الزار وطقوس الصلوات والوفاة بالنسبة للمسيحيين. وتناول الكتاب فانوس رمضان نشأته وأماكن تصنيعه وخاماته، وركزت على تصنيعه من خلال الورش التى تقوم بذلك فى حى الدرب الأحمر، فعرض للخامات والأدوات المستخدمة ومراحل التصنيع حتى يكتمل الفانوس، وعرض الكتاب لأسماء طرز الفوانيس، القديمة منها والحديثة، وربطت هذه الطرز بعناصر من الحضارة الاسلامية وغيرها من الحضارات التى شهدتها مصر كما قدمت تحليلا جماليا للفانوس باعتباره شكلا ثلاثى الأبعاد يرتبط بقيم فنية وعناصر تشكيلية خاصة جعله يصبح رمزا للشهر المعظم. كما رصد الكتاب إنتقال خبرة التصنيع لكل من الشموع والفوانيس والخيامية، من جيل الى جيل، وما تتعرض له صناعة الفوانيس حاليا من منافسة الفانوس الصينى للفانوس المصرى وما يترتب على ذلك من آثار مادية ومعنوية. وترجع بعض الروايات عن نشأة الفانوس الى قدماء المصريين ولا سيما فى عهد إيزيس حيث عيد يسمى"عيد الوقود" يحتفل به كل المصريين بإضاءة الفوانيس ووضعها داخل منازلهم وخارجها ويتمنون الأمانى التى يريدون تحقيقها. أما الخيامية فهى حرفة يدوية يرجع اسمها الى (الخيمى) صانع الخيام، وقد اشتق هذا الاسم من اسمه حيث أنه يقوم بتصنيع الخيام وخياطتها وزخرفتها والتفنن فى ترتيبها بإضافة قطع من النسيج المزخرف الملون وتثبيته على قماش الخيمة فى رسومات وأشكال متعارف عليها، عن طريق خياطتها بغرزة إبرة دقيقة تسمى الغرزة السحرية. وعندما بدأت السياحة فى الازدهار بدأ الخيميون فى تصغير مساحة قطع الخيامية وتطريزها وحولوها الى لوحات صغيرة تعلق على الجدران، ولها نفس المواصفات من حيث استخدامها لفنون الزخارف المتنوعة، وتوظيف النسيج المضاف عليها، كل هذا كى ييسر على السائح الأجنبى سهولة إقتنائها وسفرها معه الى بلده.