«توثيق التراث الشعبى والصناعات الحرفية بأشكالها الجمالية المتمايزة أصبح فى الآونة الأخيرة أمراً ملحاً للحفاظ على تلك الصناعات حية فى الذاكرة المصرية».. هذه النتيجة يستخلصها قارئ كتاب «الشموع والفوانيس والخيامية.. فى حى الدرب الأحمر» الصادر حديثا عن سلسلة «فنون بلدنا» بالهيئة العامة لقصور الثقافة للكاتب محمد دسوقى. والكتاب الذى يرأس تحرير سلسلته د. أحمد مرسى يتناول 3 حرف شعبية: صناعات الشموع، الفوانيس، والخيامية، وهى حرف ارتبطت- حسب مقدمته- بأمرين، أحدهما عام والآخر خاص، العام هو الاحتفالات الشعبية والخاص أنها جميعاً ترتبط بحى من أقدم أحياء القاهرة، وهو حى الدرب الأحمر. وتركز الدراسة التى قسمها المؤلف إلى 3 أجزاء مرفقة بملحق يضم صور الفنون والحرف المختلفة بمنطقة الدرب الأحمر أشهر أحياء القاهرة الفاطمية حيث تبدأ بصناعة الشموع التى ارتبطت بكثير من المناسبات التى يحتفل بها المصريون، عارضة لعملية التصنيع، ومراحلها، ودور الخبرة وانتقالها من جيل إلى جيل وبعض المشكلات الخاصة بهذه الحرفة، كما تحصر الأشكال المتعددة للشمع البلدى وأسمائها واستخداماتها والمهن الأخرى التى ترتبط بتلك الصناعة. وفى الجزء الثانى من الدراسة يتعرض الكتاب لفانوس رمضان ونشأته وأماكن تصنيعه وخاماته، كما ركزت الدراسة على الورش التى تقوم بذلك فى حى الدرب الأحمر والخامات التى تعتمد عليها حتى تكتمل صناعة الفانوس كمنتج يرتبط بموسم معين هو شهر رمضان، كما استعرض المؤلف فى الدراسة أسماء طرز الفوانيس القديمة والحديثة، وربطها بعناصر من الحضارة الإسلامية، وغيرها من الحضارات التى شهدتها مصر. أما الجزء الثالث والأخير من الكتاب فيتناول فن الخيامية وتاريخ الخامات المستخدمة فى هذه الحرفة، وطرق تصنيعها، وعلاقة الخيامية بعادات ومعتقدات المصريين، كما ركزت الدراسة أيضا على الحرف الأخرى المرتبطة بالخيامية، والمكملة لها، كما تناول الكاتب الألوان المستخدمة والزخارف النباتية والهندسية وغيرها.