أكد الرئيس محمد حسنى مبارك أن افريقيا ملتزمة بالسعى المشترك والتحرك الجاد من أجل إنهاء النزاعات الأفريقية وإحلال السلام بما يؤهل القارة للتفرغ لمشروعها الأهم من أجل البناء والتقدم، داعيا دول القارة لتفعيل جهودها من خلال آليات أفريقية تختص كل منها ببحث كل نزاع من النزاعات الأفريقية، بحيث تعقد كل آلية اجتماعات دورية لمتابعة تطورات النزاعات محل اختصاصاتها وجهود تسويتها، وذلك بالتنسيق مع المفوضية الأفريقية والتجمعات الإقليمية القائمة. جاء ذلك خلال كلمة التى وجهها الرئيس مبارك للدورة الخاصة لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقى لبحث وتسوية النزاعات فى أفريقيا فى العاصمة الليبية طرابلس. وفيما يتعلق بالبحيرات العظمي، قال مبارك ان "مصر حرصت دائما على استقرار الأوضاع فى منطقة البحيرات العظمى وتقديم ما فى وسعها لتحقيق هذه الغاية الهامة، ونحن نرحب باتفاقات "جوما" فى مارس الماضى ، وبالتحسن المطرد فى شرق وشمال الكونغو إثر التفاهمات المثمرة بين رواندا والكونغو الديموقراطية، ولقد حرصت مصر على أن تصبح عضوا مراقبا فى تجمع البحيرات العظمى، وتعمل مع الشركاء الدوليين - خاصة الإتحاد الأوروبى - على تحقيق التنمية فى هذه المنطقة الهامة إيمانا بالترابط الوثيق بين التنمية وبين تحقيق السلم والأمن , فضلا عما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون بين الأشقاء فى دول حوض النيل". وأوضح مبارك أن الرؤية المصرية لحل النزاعات الأفريقية تتركز على تدعيم قدرات الإتحاد الأفريقى ومجلس السلم والأمن، وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة فى مجال عمليات حفظ السلام، وتفعيل دور التجمعات الإقليمية فى تحقيق السلام والأمن. وأكد الرئيس مبارك حرص مصر على وضع كافة إمكاناتها فى خدمة العمل الأفريقى المشترك فى مجالات حفظ السلام وحل النزاعات، وذلك للاستفادة من خبراتها المتراكمة عبر المشاركة فى 27 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منذ العملية الأولى بالكونغو عام 1960، فضلا عن مشاركتها الحالية فى الجانب الأعظم من عمليات حفظ السلام فى القارة، وأهمها فى دارفور وجنوب السودان وعلى حدود السودان مع تشاد وأفريقيا الوسطى. وحول الوضع فى دارفور قال الرئيس ان مصر شاركت ولا تزال فى كافة الجهود الإقليمية والدولية التى سعت لإيجاد تسوية سياسية للنزاع، كما شاركت فى جهود حفظ السلام فى دارفور منذ البداية فى بعثة الاتحاد الأفريقى إلى السودان. ودعا مبارك السودان وتشاد إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار الصادق فى إدارة الخلافات بينهما، كما تدعو لتفعيل اتفاقيات المصالحة الموقعة بينهما خاصة البنود المتعلقة بإجراءات بناء الثقة فى إتفاق طرابلس، وهو أمر ليس بالمستحيل بين أشقاء تجمعهم روابط الجوار والمصالح المشتركة. وعن الصومال، اكد الرئيس ان مصر تولى إهتماما خاصا لإعادة الإستقرار وإنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء الدولة الصومالية الموحدة، ولقد رحبت مصر بانتخاب "شيخ شريف شيخ أحمد" رئيسا للصومال، وقال "نحن ندعوا لشراكة أفريقية مع حكومة الوحدة الوطنية الصومالية تحت رئاسة شيخ شريف، ولشراكة مماثلة بين المجتمع الدولى وأفريقيا لدعم حكومة الوحدة الوطنية فى الصومال. وأشار الرئيس الى ان مصر ستقدم كل المساعدات الممكنة للصومال خلال المرحلتين الحالية والمقبلة، وستواصل التنسيق مع شركائها الأفارقة والدوليين إدراكا منها للابعاد الخاصة للمشكلة الصومالية. وقال إن تحقيق الأمن والاستقرار فى أفريقيا لايقتصر فقط على تسوية النزاعات ومعالجة جذورها، وإنما يمتد أيضا إلى إعادة الإعمار بعد إحلال السلام، وهو أمر يجب أن يحظى بالأولوية من جانبنا، كما يقتضى التنسيق والتشاور مع الشركاء الدوليين من أجل توفير الدعم اللازم لإعادة البناء والإعمار، وتهيئة الأجواء المواتية للنمو والتنمية وتحقيق تطلعات الشعوب للحياة الكريمة، وبعيدا عن الصراع المسلح والإقتتال وإراقة الدماء وإهدار الموارد والثروات. كانت قد بدأت فى طرابلس ظهر الاحد القمة الافريقية الخاصة ببحث النزاعات فى القارة، برئاسة العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية رئيس الاتحاد الافريقى ومشاركة قادة ورؤساء اكثر من خسين دولة عضوا فى الاتحاد ..ويرأس وفد مصر فى القمة السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية. وقد افتتح قائد الثورة رئيس الاتحاد الافريقى المؤتمر بكلمة استعرض فيها ابرز النزاعات الراهنة فى القارة، داعيا الى بذل كل الجهد فى العمل على حلها فى النطاق الافريقى بعيدا عن التدخلات الخارجية. ثم قدم جون بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى عرضا للنزاعات والمشاكل التى تواجه افريقيا وجهود الاتحاد فى حلها .