استقطبت زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة الاميركية اهتمام الدوائر السياسية والدبلوماسية والاعلامية العربية، الاقليمية والدولية، تصدرت عناوين الصحف وتناولتها الأقلام ففي جريدة"الأهرام" خصص مرسي عطا الله مقاله للتعليق على الزيارة قائلا:- هناك حقيقة فرضت نفسها علي معطيات الموقف الأمريكي في الأسابيع الأخيرة عشية الاستعداد لقمة مبارك أوباما في البيت الأبيض أمس, كما يقول مرسي عطا الله في "الأهرام" وهي نشوء إحساس بالتفاؤل النسبي تجاه الموقف الإسرائيلي علي عكس ما يظهر في التصريحات المتشددة والمتشنجة علي لسان نيتانياهو ووزير خارجيته المتطرف ليبرمان. ويضيف الكاتب أن الأمريكيين باتوا علي قناعة بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم الذين يتوقون إلي قيام دولة فلسطينية مستقلة وإنما الإسرائيليون باتوا أيضا علي يقين بأن المصالح العليا للدولة العبرية تحتم ضرورة وجود مثل هذه الدولة الفلسطينية. الخلاف فقط يتمحور حول الفهم الفلسطيني لمعني الدولة واكتسابها لمشروعيتها من قرارات الشرعية الدولية وبين الفهم الإسرائيلي الذي يري أن حدود وطبيعة هذه الدولة ينبغي أن تتحدد في إطار تفاوضي لا يخضع لأي مرجعيات, علي أساس أن هذه' أراض متنازع عليها' وليس' أراضي محتلة' يتحتم علي إسرائيل الجلاء عنها! وعن المرحلة الجديدة في العلاقات بن مصر والولايات المتحدة كتب إبراهيم نافع في الأهرام:- وصول الرئيس مبارك إلي العاصمة الأمريكيةواشنطن, يعلن البلدان أن السنوات العجاف في العلاقات قد ولت, وبدأت مرحلة جديدة في علاقات البلدين, تستند إلي التفاهم والتقدير المشترك والتسليم بوجود مساحة من الاختلاف في الرؤية بين البلدين, مع تحجيم مسألة التدخل في الشئون الداخلية. وعم التطبيع يقول الكاتب: قبيل لقائه مع الرئيس الأمريكي خص الرئيس مبارك صحيفة الأهرام بحديث, أحسب أنه مليء بالرسائل, وأبرزها رفض مصر القاطع الطلب الأمريكي بالبدء في خطوات تطبيعية عربية مع إسرائيل لتشجيع الأخيرة علي وقف كل أشكال الاستيطان أولا, ثم بدء مفاوضات التسوية السياسية الشاملة, وإشارة الرئيس مبارك إلي أن الأمر الوحيد الذي يمكن النظر فيه في هذا الشأن هو أن بعض الدول العربية التي سبق أن كان لها مكاتب تمثيل تجاري مع تل أبيب, يمكن أن تعاود تنشيط هذه المكاتب, ولكن لا خطوة أخري كبري يمكن التفكير فيها الآن, فوقف الاستيطان غير القانوني لا يمكن أن يقابل بمكافأة المحتل, أي لا يمكن مكافأة المخالف للقانون علي وقف المخالفة, وأنه يمكن التفكير في تشجيعه علي مواصلة تطبيق القانون عبر لفتات علي وزن إعادة افتتاح مكاتب التمثيل التجاري التي أغلقت بعد العدوان الإسرائيلي الشامل علي الأراضي الفلسطينية بدءا من عدوان2002 وصولا إلي العدوان علي غزة في ديسمبر من العام الماضي. وتحت عنوان "مبارك في واشنطن .. الأولوية للسلام والشامل" كانت كلمة جريدة "الرأي" الأردنية والتي ركزت على توقيت الزيارة تقول:- توقيت وصول الرئيس مبارك لواشنطن قبل اسابيع قليلة من طرح خطة السلام الاميركية الخاصة بالشرق الاوسط والتي بدأ الحديث عنها يتزايد، يؤكد ان الزيارة الراهنة للرئيس مبارك ستشكل محطة فارقة في مستقبل عملية السلام التي باتت الآن أمام مفترق طرق حقيقي وأنها تضع واشنطن أمام مسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية وتدفعها لتترجم الاقوال الى أفعال وكما قال الرئيس مبارك ان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان يأتي أولا قبل أي خطوات تطبيعية مع اسرائيل ولم يعد بمقدور اسرائيل أو أي من الذين يحاولون دعم سياساتها العدوانية الاستيطانية والمتمردة على القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات الشرعية الدولية ان يواصل الادعاء بأن على العرب ان يقوموا ببناء خطوات ثقة مع اسرائيل فيما الأخيرة تواصل بناء المستوطنات وتوقف الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف. وردا على هجوم بعض الصحف الأمريكية ومعارضتها للرئيس مبارك ولسياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط وتشبيهها بسياسة أسلافه والتي لن تفضي الى شيئ في رأيهم كتب الدكتور عبدالمنعم السعيد بالواشنطن بوست مقالة رأى بعنوان «شراكة مصر الضرورية» نقلت جريدة"الشروق" مقاطع منها تدعو المقالة لعلاقات أقوى بين واشنطن والقاهرة، وتؤكد أهمية العلاقات الاستراتيجية، والدور المصرى فى حل الصراع العربى الإسرائيلى، وتحذر من فوضى منطقة الشرق الأوسط. واعتبر قمة مبارك أوباما فرصة كبيرة «لإظهار أهمية الملفات والمصالح المتبادلة التى ركزت لفترة طويلة على ملفين، الأول هو حالة السلام مع إسرائيل والتقدم نحو الديمقراطية». وأضاف أن الملفين فى غاية الأهمية وأن كثيرا ما أكد فى مقالات سابقة ضرورة تحقيق السلام الشامل وخطورة الإبطاء فى تحقيقه على عملية التحول الديمقراطى فى مصر». ودافع السعيد عن عمليات الإصلاح فى مصر واعتبرها ملموسة وحقيقية، وقال: «إن مصر واحدة هى من إحدى الدول القليلة فى الشرق الأوسط، التى تملك مؤسسات قوية مستقرة قادرة على تحقيق الإصلاح من داخلها»، ودلل على ذلك أن هناك حقائق لا تقبل الجدل «فنظام الحزب الواحد لم يعد موجودا، واستبدل نظام الاستفتاء على مرشح واحد فى الانتخابات الرئاسية بنظام يسمح بعدد من المرشحين، وهناك أكثر من 500 صحيفة تصدر فى مصر، كما أن جهود مصر فى الإصلاح الاقتصادى ذو أهمية كبيرة. وأضاف أن مصر استطاعت حفظ الاستقرار والسلام منذ عام 1979، وأن كل الأطراف فى المنطقة العربية يعتبروتها حليفا استراتيجيا، فهى الوسيط بين الفرقاء الفلسطينيين والفصائل الدارفورية. وأوضح «مركزية مصر فى حل هذه الصراعات يجب أن يدركها الرئيس الأمريكى فى الوقت الذى يستعد فيه لمواجهة تحديات تحقيق السلام فى الشرق الأوسط».