بعيداً عن السياسة وهموم وألم السياسة، لماذا لا نهرب من قرف السياسة إلي شهر رمضان، حيث العودة إلي الله تزيد.. وحيث الروحانية والشفافية.. أنا نفسي أري ذلك. وبما أن رمضان هذا العام يهل علينا في أشد شهور السنة حرارة ورطوبة تعالوا نتحدث عن مشروبات رمضانية.. تروي العطش وتطفئ لهيب الحر.. وتساعد الصائم علي تحمل ساعات الصيام وهي حوالي 14 ساعة. وبعيداً عن المشروبات الغازية رغم اعلاناتها المغرية ونجومية الذين يروجون لها نتحدث اليوم عن مشروبات شعبية واجه بها أجدادنا هذه الحرارة.. وبأقل التكاليف، وبعيداً عن مشروبات قيل انها تسبب هشاشة العظام. ** البداية مع شراب الدوم. وهي شجرة معمرة تكثر في جنوب مصر، وفي سيناء، ولا ننسي أشجار الدوم عند.. طابا!!. والدوم لا يحتاج إلي إضافة الكثير من السكر.. بل يفضل أن يشرب بحلاوته الذاتية وهو ينقع بعد تقشيره ثم يغلي علي النار.. ويصفي ويقدم بارداً.. وهو من أفضل المشروبات الخفيفة، علي الصحة.. وعلي الجيب.. فضلاً عن فوائده الصحية وهو غني بالمعادن والسكر الطبيعي، غير الضار.. وقدرته علي تنظيف المعدة من »بلاوي« ما نأكل.. علي الإفطار.. وعلي السحور. ** ومنقوع البلح الجاف أيضاً غير المخمر من أفضل المشروبات الخفيفة، أؤ كما يحلو للبعض تسميتها »اللايت«!! لأن سكر البلح أو التمر الجاف طبيعي. وهذا المشروب غني بالمعادن بشكل لا يصدق. وإذا كان الصائم يفضل أن يكسر صيامه أو يبدأ إفطاره بتناول »تمرة« أو »تمرتين« جافتين.. أو نصف مجفف، يعني ملدن كبلح أو تمر المدينة المنورة.. أو بلح وتمر سيناء وسيوة.. فاننا يمكن أن نقدم شراب التمر ومرة ثانية غير المخمر ويمكن لهواة المياه الغازية إضافة ماء الصودا المكربنة لهذا الشراب ولا أنصح بوضع التمر في ماء يغلي علي النار.. ولكن بوضعه في ماء دافئ يكفي لتحلله بعض الشيء.. ثم يصفي ويقدم مثلجاً.. وأيضاً بدون إضافة أي سكر.. يعني بنوفر لكم ثمن السكر!!. ** أيضاً العرقسوس، الذي لا يحتاج لإضافة السكر عليه بالمرة لأن »سكره.. منه فيه« ويكفي. ويمكن عمل كمية تكفي يومين، وليس ثلاثة.. حتي لا يصاب المشروب بشيء من المرارة.. وهو من أرخص المشروبات الشعبية المصرية.. والشامية.. والحمد لله أنه يزرع في مصر.. أي لا يحتاج لعملة صعبة لاستيراده.. مع شوية بيكريوات تبقي المسألة عال العال. وللتنويع.. يمكن تقديم مشروب التمر هندي.. وإذا كان بعضه يستورد من موطنه الأصلي، الهند، إلا انه يزرع ويجهز الآن داخل مصر.. ويمكن أن تجربه بعد إضافة مياه الصودا ليعطي مذاق المياه الغازية، التي تمتلئ إما بالألوان والنكهات الصناعية، أو يضاف إليها السكر الصناعي.. فضلاً عن الأسعار العالية.. ونفضل هنا مثل هذه المشروبات الشعبية، لنبتعد عن تلك الحرب الشعواء بين شركات المياه الغازية التي تدمر حياتنا!!. ** والكركديه.. وما أدراكم ما الكركديه.. ولكنني أنصح بعدم وضعه في ماء يغلي علي النار.. لأن هذه الطريقة تفقده معظم الزيوت العطرية التي تتواجد في الكركديه الذي هو في الأصل.. ورده من نوع خاص. ويكفي بوضعه في ماء دافئ لمدة دقيقة واحدة لا أكثر لإزالة التراب العالق بالزهرة.. ثم وضعه في ماء عادي ونصفيه عدة مرات وبهذه الطريقة يمكن أن نحصل علي كل ما في الكركديه.. ويمكن وضع الكمية الأخيرة علي النار لاستخلاص ما يتبقي.. ويخلط الكل في وعاء واحد ويضاف السكر بالدرجة المطلوبة.. وهنا أنساءل: هل جرب أحدكم وضع ورقتين، أو ثلاث من الكركديه في الفم واستحلاب ما فيها من مادة حمضية رائعة.. وبالمناسبة أنا ضد »بواكي« الكركديه الجاهزة وبواكي النعناع الأخضر الجاف.. لأنها تصنع من بواقي.. هذا وذاك!!. ** ومادمنا في الصيف.. فلماذا لا نستفيد من فاكهة الصيف؟!. هل جربتم عصير التين الشوكي وياسلام لوجربتم الأخضر لتحصلوا علي كوب من العصير الأخضر.. والأحمر للأحمر.. والأصفر للأصفر.. ويقدم بعد ضربه في الخلاط وتصفيته.. وهو لا يحتاج لإضافة السكر.. وياليتنا نستغني عن السكر كلية. وعصير الكنتالوب.. والشمام.. والبطيخ أيضاً وكلها عصائر خفيفة.. مفيدة. مليئة بالفيتامينات والمعادن المانعة للأكسدة وهناك المانجو.. والجوافة.. وبدأ موسم الرمان وكلها عصائر للشرب ولعمل المهلبية.. وياسلام لو تم عصر العنب وتقديمه طازجاً ومثلجاً. ** اننا ننعم الآن برمضان يأتينا هذا العام وسط كل هذه الخيرات، وبعيداً عن المشروبات التقليدية.. وان كان لا مانع من عصير قمر الدين.. ومهلبية قمر الدين.. ولكن جربوا العصائر التي قدمتها لكم اليوم.. واتكلوا عليَّ.. وبالهناء والشفاء. * الوفد