نتائج انتحابات االجنة المركزية لحركة "فتح" وما جملته من مفاجأة دخول 14 شخصية جديدة من الوجوه الشابة كأعضاء في اللجنة المركزية كان محل ترحيب كافة الأوساط السياسية والصحفية، تحت عنوان "فتح تنتصر على نفسها" كتب هاني حبيب في جريدة "الايام" الفلسطينية يؤكد أن المؤتمر العام السادس لحركة فتح، هو الأكثر ديمقراطية من بين كافة المؤتمرات الخمس السابقة لحركة فتح، وأن نجاح حركة فتح في قبول التحدي وانتصارها على نفسها، هو المقياس الاساسي لنجاح هذا المؤتمر وأن المتابعة اللحظية المباشرة لتطورات اعمال هذا المؤتمر طوال انعقاده من جموع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، تعكس من دون شك مقدار ما تشكله هذه الحركة من عمق انغماسها في شؤون الوطن، شعباً وقضية، باعتبارها المكون الاساسي والجوهري، ليس في تاريخنا الوطني، بل ومستقبل مشروعنا النضالي الذي حملت هذه الحركة مسؤوليته، رغم الانهيارات والانكسارات والهزائم التي لحقت بالحركة ولحقت بالقضية الوطنية عموماً والتي تتحملها في الأساس قيادتها التاريخية التي أعاقت طوال عقدين من الزمن عقد مؤتمرات الحركة ما أسهم في استفحال الاخطاء والخطايا. وعن نتيجة الانتخابات يقول الكاتب أن اهم ما يميز اللجنة المركزية الجديدة، انها انبثقت عن عملية انتخابية هي الاكثر شفافية في تاريخ مؤتمرات حركة فتح، ما يجعل كل عضو منتخباً من خلال إرادة القاعدة الواسعة لحركة فتح، وبالتالي سيكون اكثر استقلالاً وهو يطرح مواقفه من دون ضغط من هذه الجهة او تلك، فهو لم يصل الى عضوية اللجنة المركزية بسبب رضا هذا الزعيم او ذاك القائد، وبقاؤه في هذه اللجنة من عدمه رهن بمواقفه وسلوكه وليس رهناً بعلاقات شخصية مع الزعامات المتنفذة صاحبة السطوة والتأثير على مجريات الحركة بمعزل عن مؤسساتها! وفي جريدة "لسفير" اللبنانية يرى حلمي موسى يرى أن برنامج مؤتمر فتح الحقيقي كان نقطة واحدة: الانتخابات. انتخاب الرئيس وانتخاب اللجنة المركزية والمجلس الثوري. والواقع أن هذا ليس بالأمر الهين. فالرئيس عباس وصل إلى الحكم من باب شرعية السلطة وعبر تشكيك فتحاوي لا يستهان به. أما اللجنة المركزية لفتح ومجلسها الثوري، فكانا أقرب إلى الهلامية من أي شيء آخر. وكان عصر النقاشات في اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح قد ولى بعدما اختصرت فتح في الزعيم. جريدة"الوطن" السعودية رأت في كلمتها اليوم أن انتخاب غالبية أعضاء اللجنة المركزية (14عضوا من أصل 18) من الوجوه الشابة يبعث رسالة هامة إلى الشارع الفلسطيني بأن ينتظر تغييرات هامة في مواقف الحركة، ويعيد الأمل في أن تتمكن القيادة الجديدة من رأب الصدع الذي يعاني منه أبناء الشعب الواحد بسبب الخلافات التي سيطرت على مسرح الأحداث خلال السنوات الأخيرة بين حركتي حماس وفتح، والتي نتج عنها انقسام عضوي على الأرض أيضا حيث سيطرت حماس على قطاع غزة، فيما بقيت الضفة الغربية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية التي يكون الفتحاويون أغلبيتها. إن الشعب الفلسطيني يأمل الآن أن تتمكن قيادة فتح الشابة من إصلاح ما لم يتمكن "الحرس القديم" من إصلاحه. ومن جهة ثانية، لا بد أن تستغل حركة حماس هذه الانتخابات لتعيد حساباتها وتعيد تواصلها مع قيادة فتح الجديدة على أمل وضع أسس حقيقية لحوار بناء ينهي حالة الانقسام والتشرذم ويمهد لإعادة وحدة الشارع الفلسطيني ليتمكن الجميع من مواجهة مخاطر المرحلة الحالية بقوة وثبات. وفي السياق أشارت جريدة"الغد" الأردنية إلى ارتفاع شعبية الحركة لتصل إلى 44% مقابل 12% لحركة حماس و7% لفصائل أخرى. في حين أشار 37% أنهم لا يثقون بأي فصيل موجود على الساحة الفلسطينية وذلك ضمن نتائج استطلاع للرأي أجرته شركة الشرق الأدنى للاستشارات 'نير ايست كونسلتنج' أظهر أن 65% يرون أن عقد مؤتمر فتح سيكون له تأثير إيجابي على الحوار بين فتح وحماس ومن بين نتائج الاستطلاع يطالب 68% من عينة الاستطلاع حركة حماس بتغيير موقفها الداعي لإزالة إسرائيل فيما رأى 31% فقط أن الولاياتالمتحدة تعمل جادة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط مقابل 69% يعتقدون أنها لا تعمل بصورة جادة. وأوضحت النتائج أن 52% يعتقدون أنه لا يوجد فرق بين إدارة بوش وإدارة أوباما من حيث التعامل مع القضية الفلسطينية. واعتبر 47% أن إدارة أوباما أفضل من إدارة بوش فيما يتعلق بتعامل البيت الأبيض مع القضية الفلسطينية، مقابل 52% يعتقدون أنه لا يوجد أي فرق و1% يرون في إدارة بوش الأفضل. وفيما يتعلق بالفقر والبطالة، قال 80% إنهم يعانون من القلق في ظل الظروف الراهنة مقابل 20% لا يشعرون بالقلق. وحول القضية الرئيسية التي تشعرهم بالقلق، جاء الصراع الداخلي أولا بنسبة 29%، ثم المعاناة الاقتصادية بنسبة 26% فالاحتلال بنسبة 13%، وغياب الأمان بنسبة 10%، والمشاكل العائلية بنسبة 3%. وانقسم المستطلعون من حيث شعورهم بالأمان على أنفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم، اذ قال 51% لا يشعرون بأمان مقابل 49% يشعرون بالأمان. ووصلت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 46%، منهم 20% يعيشون في فقر شديد ونسبة المتعطلين عن العمل 20%. وترتفع نسبة الفقر في غزة لتصل إلى 51%.